الازدواجــــية
الرسالة الثانية
عشرة
الازدواجية
تعريف
الازدواجية:هي حالة نفسية فيها يكون للشخص صورتان مختلفتان, الصورة الواقعية
الأساسية التي يحيا بها والتي أوجدها له الله, والصورة الأخرى غير واقعية
اختلقها لنفسه. مثل شخص في داخله مرارة نحو شخص آخر لكنه يظهر علامات الرضى
تجاهه. وآخر في داخله حزن وقلق وخزف لكنه يظهر أمام الآخرين بأنه في غاية من
السعادة والاطمئنان. وشخص آخر يظهر حياة القداسة والتدقيق أمام الآخرين لكنه
في الخفاء بعيد عن الأنظار في قمة الهرجلة.
أنواع
الازدواجية:
تعلن كلمة الله أنواع كثيرة من
الازدواجية نذكر البعض منها:-
· ازدواجية الرأي: "رجل ذو رأيين
هو متقلقل في جميع طرقه" (يع1: 8).
· ازدواجية اللسان: "كذلك يجب أن
يكون الشمامسة ذوي وقار لا ذوي لسانين..." (1تي3: 8).
· ازدواجية الخدمة: "لا يقدر خادم
أن يخدم سيدين. لأنه إما أن يبغض الواحد ويحب الآخر أو يلازم الواحد ويحتقر
الآخر. لا تقدرون أن تخدموا الله والمال" (لو16: 13).
· ازدواجية المزاج: "لأن هيرودس
كان يهاب يوحنا عالما أنه رجل بار وقديس وكان يحفظه. وإذ سمعه فعل كثيرا وسمعه
بسرور...دخلت ابنة هيروديا ورقصت. فسرت هيرودس..." (مر6: 20و22).
ازدواجية المظهر: "احترزوا من الأنبياء الكذبة الذين يأتونكم بثياب
الحملان ولكنهم من داخل ذئاب خاطفة" (مت7: 15).
· ازدواجية القداسة الخارجية والنجاسة
الداخلية: "...هكذا أنتم أيضا من خارج تظهرون للناس أبرارا ولكنكم من
داخل مشحونون رياء وإثما" (مت23: 28). "لهم صورة التقوى ولكنهم
منكرون قوتها" (2تي3: 5).
· ازدواجية الديانة: "فتقدم إيليا
إلى جميع الشعب وقال حتى متى تعرجون بين الفرقتين. إن كان الرب هو الله
فاتبعوه وإن كان البعل فاتبعوه." (1مل18: 21).
· ازدواجية الوجوه: "محاباة الوجوه
في الحكم ليست صالحة" (أم24: 23). "محاباة الوجوه ليست صالحة فيذنب
الإنسان لأجل كسرة خبز" (أم28: 21).
· ازدواجية الطريق: "السالك
بالكمال يخلص والملتوي في طريقين يسقط في إحداهما" (أم28: 18).
· ازدواجية التقلب بين الوصايا
والخطايا: "وللشرير قال الله ما لك تحدث بفرائضي وتحمل عهدي على
فمك" (مز50: 16).
· ازدواجية القلب (النفاق):
"يتكلمون بالكذب كل واحد مع صاحبه بشفاه ملقة بقلب فقلب يتكلمون"
(مز12: 2).
أسباب الازدواجية
ما
من شيء يصاب به أو يعاني منه الإنسان إلا وله أسباب. فالازدواجية لها أسبابها
الكثيرة التي نذكر البعض منها:
1- حب الظهور: لقد كان الملك هيرودس
ساخطا على الصوريين والصيداويين, وهؤلاء القوم كانت كورتهم تقتات من كورة
الملك, لأجل هذا حضروا إليه بنفس واحدة واستعطفوا بلاستس الناظر على مضجع
الملك ثم صاروا يلتمسون المصالحة, وفي يوم معين لبس هيرودس الحلة الملوكية
وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم فصرخ الشعب هذا صوت إله لا صوت إنسان.
(أع12: 20-22).
2- إخفاء شر أو شيء غير مقدس في الأعماق:
بعد أن أقام الرب يسوع لعازر من الموت صنعت مرثا ومريم أختا لعازر للرب يسوع
عشاء, وكانت مرثا تخدم ولعازر كان أحد المتكئين معه ومريم أتت بالطيب الكثير
الثمن ودهنت قدمي يسوع ومسحت قدميه بشعرها, فامتلأ البيت من رائحة الطيب. فقال
يهوذا الإسخريوطي وهو مزمع أن يسلمه "لماذا لم يبع هذا الطيب بثلثمئة
دينار ويعطى للفقراء. قال هذا ليس لأنه كان يبالي بالفقراء بل لأنه كان سارقا
وكان الصندوق عنده وكان يحمل ما يلقى فيه" (يو12: 1-6).
3- الشعور بالنقص وصغر النفس الذي يقود
إلى الخوف من العواقب: لقد كان الرسول بطرس يأكل مع المؤمنين الراجعين من
الأمم بعيدا عن أنظار المؤمنين الراجعين من اليهود ومتى أتى قوم من الختان كان
يؤخر ويفرز نفسه خائفا منهم وراءى معه كثيرون (غلا2: 11-14).
4-
الرغبة في إرضاء الآخرين لنوال المديح
منهم بغض النظر عن الواقع الذي يعيشه الشخص: لقد كان هيرودس الملك يحب هيروديا
زوجة أخيه فيلبس وتزوج بها, ولقد كان من جانب آخر يهاب يوحنا المعمدان عالما
أنه رجل بار وقديس, وعندما كان يسمعه كان يسمعه بسرور, وعندما رقصت ابنة
هيروديا سرت قلبه أيضا. ومع أنه كان يهاب يوحنا, لكن لإرضاء هيروديا أرسل وقطع
رأس يوحنا المعمدان وأتى بها على طبق بناء على طلبها. (مر6: 17-29).
5-
الرغبة في جذب أنظار وانتباه الآخرين:
لقد عمل صدقيا بن كنعنة لنفسه قرني حديد, وكان يتنبأ أمام ملك إسرائيل ويهوشفاط
ملك يهوذا مدعيا أنه نبي الله وهو كان كاذب ومضل (1مل22: 11). وكان الحال هكذا
مع أنبياء كذبة كثيرين كانوا يقولون الرب قال وهو لم يقل (إر23: 9-32).
6-
الإعجاب بالآخرين والرغبة في تقليدهم:
لقد خلق الرب كل واحد منا وجعل له وفيه إمكانيات وطاقات وطريقة تفكير تختلف عن
الآخر, لذلك لا يوجد أروع من أن يكون الواحد منا على ما هو فيه. لقد قالت نعمي
لراعوث الموآبية كنتها "ألبسي ثيابك" (را3: 3). لقد كان بطرس الرسول
مندفعا في الكلام وبوحنا الحبيب كان يتميز بالهدوء, ولا يمكن لبطرس أن يكون
مثل يوحنا, ولا يوحنا يكون مثل بطرس فكل واحد له تكوينه الخاص.
7-
بعض الأمراض النفسية تجعل صاحبها يعيش
في الازدواجية.
8-
الازدواجية أحيانا كثيرة تأتي كنتيجة
لفراغ في الحياة غير مشبع.
9-
الازدواجية تأتي كنتيجة لإرادة ضعيفة
لا يمكن أن تتخذ قرارات حاسمة في حضرة الله.
أعراض
الازدواجية:-
-
انتقاد الآخرين في ذات الشيء الذي
يعيشه الشخص الذي يعاني الازدواجية: مثل انتقاد يهوذا لمريم أخت مرثا ولعازر
فيما فعلته لأجل الرب يسوع إذ سكبت الطيب مظهرا أنه يهتم بالفقراء.
-
الظهور في الحياة بأساليب غير واقعية
لا يعيشها الشخص بل ربما يكون في حياته على النقيض منها مثل رياء بطرس (غلا2:
11-14).
-
الظهور بحجم غير الحجم الطبيعي أمام
الآخرين.
-
السقوط والعيشة في خطية ذم الآخرين من
ورائهم, ومدحهم في وجوههم. مثل هرون ومريم اللذان تكلما على موسى بسبب المرأة
الكوشية التي تزوجها. (عد12: 1-8).
-
الإصابة بالارتباك أحيانا وبالخوف
والقلق والظنون والوساوس أحيانا أخرى. وربما يصل الأمر إلى حد الاكتئاب.
-
مسايرة الآخرين في حياتهم ومحاولة
تقليدهم.
مضار الازدواجية:
· يعيش الشخص في الأوهام التي قد تتحول
مع الزمن في داخله وكأنها واقع مع أنها لازالت أوهام.
· يحرم الشخص نفسه من الحياة الواقعية
ومن تشكيل الروح القدس له لنموه.
· يتسبب في نفور الآخرين منه.
· أغلب الأحيان يصاب بالضيق والإحباط.
يميل أذنيه في أغلب الأحيان لسماع مديح الآخرين له ويتضايق من أقل نصيحة تقدم
له.
· يعرض نفسه أحيانا كثيرة للانتقاد.
· الاهتمام برأي الآخرين ومحاولة
إقناعهم بحجم غير واقعي مع عدم التفكير في تحقيق الفكر الإلهي.
علاج الازدواجية:
= تدريب النفس في محضر الله على عيشة الواقع.
= يجب أن تكون الشركة مع الرب منتظمة
يوميا لملئ الفراغ الروحي من خلال الشبع بالمسيح.
= السماح للروح القدس أن يسيطر على
الدوافع والرغبات بل والحياة بجملتها ليشكلها بحسب إرادته.
= الحكم على الجسد وكل حركاته التي
يظهرها.
= الاستفادة من اختبارات الآخرين مع
عدم محاولة تقليدهم.
الرضا الداخلي بالكم والكيف الذي
أوجدنا فيه الرب.
= تذكير النفس دائما بأن تقليد
الآخرين أو انتقادهم هو خطية كأي خطية أخرى نتحفظ منها.
= الامتلاء بالروح القدس نتيجة الشركة
والوجود في محضر الرب كفيل بأن يضبط كل شيء.
د.
حليم حسب الله عوض
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
الكنيسة الرسولية هي أحد الكنائس غير التقليدية وهي كنيسة إنجيلية تبشيرية كاريزماتية.