بحث عن "غطاء الرأس" اعداد الاخ/ رأفت فاروق سليمان

    المقدمة
ماذا نقرأ عن الملائكة في (أش6)؟ «لكل واحد ستة أجنحة باثنين يغطي وجهه في حضرة الرب وباثنين يغطي ورجليه وباثنين يطير» لكن شكراً للرب الذي جعل الرجل يكشف رأسه ووجهه في حضرته لكي يظهر مجد الله في حين يغطي الملاك وجهه، لأن الملاك لم يخلق على صورة الله وليس له الامتياز الذي للمؤمن أنه "صورة الله ومجده".
         في سفر إشعياء 6 : 2 أنهم يغطون وجوههم امام مجد الرب رمزاً لخضوعهم. والملائكة تفرح بصورة الكنيسة وقد إستعادت صورتها السماوية الأولى بخضوع المرأة لرجلها. والرسول يقصد أن يقول أن على المرأة أن تتشبه بالملائكة، وتُفَرّحهمْ وتُعيد الكنيسة للصورة التي يريدها الله
           الملائكة وهم مخلوقات رائعة الجمال يغطون وجوههم أمام الله فأمام الله كليّ الجمال يخفي الملائكة وجوههم فلايظهر سوى جمال الله. كأنهم يقولون جمالنا يا رب هو أنت، هم لا يتفاخرون في حضرة الله بجمالهم فهم يعلمون أن الله مصدر هذا الجمال. وهكذا على المرأة في الكنيسة أن تغطى شعرها علامة جمالها فلا تتفاخر بجمالها أمام الله، بل تفعل ما يفعله الملائكة
فيسوع صار هو جمالنا وقوتنا.
الفصل الاول
مفهوم غطاء الرأس

     المفهوم السائد عن غطاء الرأس هو ذلك المنديل الذي يغطي شعر و رأس المرأة، لكن تغطية الراس لم تكن يوما عبر التاريخ مقتصرة على النساء فقط، بل إن بعض الشعوب يغطي رجالها الرأس دون النساء و تعود أسباب لبس الوشاح أو القبعة أو غيرها من أنواع غطاء الرأس لأسباب دينية أو جمالية أو اجتماعية أو أسباب أخرى مثل تغطية الصلع و للدفء و حماية الرأس
فإنه يهدف إلى إظهار الشرف إلى كائن اخر. وظائفه الفعلية كثيرة الاجتماعية والثقافية والنفسية واجتماعية والجنسية. و تشمل الحفاظ على المسافة الاجتماعية والاتصالات من الوضع الاجتماعي والهوية الثقافية. قبل ان نبدأ في شرح مفهوم بولس الرسول عن غطاء الرأس وارتباطه بخدمة ودور المرأة في الكنيسة اريد في البداية ان انوّه عن المفهوم الكتابي لغطاء الرأس والبرقع بين المرأة والرجل .
       يبدو أن تغطية الرأس كانت أمرًا شائعًا بين اليهود في العهد القديم، فكانوا يغطون الرأس بعصابة (1 مل 20: 38 و41) كما أوصت شريعة "المشنا" اليهودية بأن عدم تغطية المرأة لرأسها يبيح الطلاق وقد كشفت الأبحاث الأثرية الحديثة في الرسومات والصور والتماثيل الأثرية، عن أنواع أغطية الرأس التي كانت تستخدم قديمًا، والتي كان أبسطها العصابة وكانت النساء يلبسن إمَّا "العصائب" (إش 3: 20)، أو العمائم (إش 3: 23) وكانت جميعها للزينة فكانت العروس تتزيّن بعمامة  (إش 61: 10). 
       ويكتب الرسول بولس في رسالته إلى الكنيسة في كورنثوس: "أريد أن تعلموا أن ... كل رجل يصلي أو يتنبأ وله على رأسه شئ يشين رأسه (المسيح). وأما كل امرأة تصلي أو تتنبأ ورأسها غير مغطى، فتشين رأسها (الرجل) لأنها والمحلوقة شئ واحد بعينه. إذ المرأة إن كانت لا تتغطي فليقص شعرها. وإن كان قبيحاً بالمرأة أن تقص أو تحلق، فلتتغط" (1 كو 11: 3-6) فقد كانت العاهرات يكشفن رؤوسهن (انظر عدد 5: 18) وكان الرسول بولس يريد أن تتميَّز النساء المؤمنات بإظهار الخضوع لرجالهن وبالحشمة والوقار(1 تي 2: 9). 
برقع 

      برقع أو نقاب وهو الغطاء الذي كانت النساء في الشرق تستخدمه لتغطية وجوههن ولم تكن هذه عادة شائعة عند العبرانيات في الحياة اليومية، وإن كان يبدو من التكوين
( 24 : 65 )، ونشيد الأنشاد ( 4 : 3.1 ) أن العروس عند زفافها كانت تضع برقعًا أو نقابًا على وجهها من قبيل الاحتشام." وكان ذلك معروفاً فى اليهوديو واليونان والرومان ، كما ان الشعر السائب كعلامة للحزن "1 ويذكر بلوتارك أيضاً أن النساء الشريفات اليونانيات والرومانيات كن يغطين وجوههن بالبراقع في المجتمعات العامّة. وكلمة برقع في العهد القديم مترجمة عن أكثر من كلمة عبرية : 
أ‌-       " سوه " وتستخدم في الخروج ( 34 : 33 ــ 35 ) إذ عندما " نزل موسى من جبل سيناء ولوحا الشريعة في يد موسى.. كان جلد وجهه يلمع " وهو لايعلم، فخاف الشعب أن يقتربوا إليه، فلما فرغ " من الكلام معهم جعل على وجهه برقعًا ". وقد أشار الرسول بولس إلى ذلك ثم أردف بالقول : " لكن حتى اليوم حين يقرأ موسى البرقع موضوع على قلبهم " إشارة إلى عماهم الروحي حيث لم يستطيعوا أن يروا صورة الرب ومجده الساطع في النبوات ( 2 كو 3 : 13 ــ 16 )، ولكنه بالمقابلة مع ذلك، فنحن المؤمنين " جميعًا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغيّر إلى تلك
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ               
 صموئيل حبيب ،المراة فى الكنيسة والمجتمع ،ص 92

 الصورة عينها من مجد إلي مجد كما من الربّ الروح ( 2 كو 3 : 18 ). 
 - " مسيكه " وتترجم في العربية " بنقاب " وتؤدي نفس المعنى كما في القول : " ويُفني في هذا الجبل وجه النقاب. النقاب الذي على كل الشعوب، والغطاء المغطى به على كل الأمم " ( إش 25 : 7 ــ وتترجم نفس الكلمة " بغطاء " في إش 28 : 20 ). 
3-" كاماه " وتترجم في العربية أيضاً " بنقاب " ( نش 4 : 1، 3، 6: 7، إش 47 : 2 ). 
4- " كايف " كما في القول : " فأخذت ( رفقة ) البرقع وتغطت " ( تك 24 : 65 )، وكما قيل عن ثامار : " فخلعت ثياب ترمّلها وتغطت ببرقع وتلففت.. ثم قامت ومضت وخلعت برقعها ولبست ثياب ترملها " ( تك 38 : 14،19)، ولعل ما دفع ثامار إلى تغطية وجهها ببرقع هو محاولتها اخفاء شخصيتها. 
غطاء الراس للنساء و للرجال في الديانات و الشعوب المختلفة
اولا ً فى المسيحية
    بشكل عام تغطي المرأة المسيحية رأسها عند الذهاب الى الكنيسة ، وفرض على النساء تغطية رؤوسهن في الكنيسة،  (أو حتى عندما يصلون سرا في المنزل). كما كان (ولا يزال) العرف للرجال لإزالة قبعة على أنها علامة على الاحترام. وتستند هذه الممارسة على
 1 كورنثوس 11:4-16،
    في الكاثوليكية، تغطية الراس في الكنيسة واجبة منذ عام 1917 و يكون من خلال ارتداء المانتيلا  و هي قطعة من الدانتيل أو الحرير توضع على الراس و الكتف و يتم عادة وضعها على مشط مزخرف كبير أو أداة تسمى  بينيتا  كالتي تظهر في العصور الوسطى في أوروبا، كان واجبا على المرأة المتزوجة أن ترتدي غطاء للرقبة و الذقن متصل بغطاء للرأس يسمى ومبلى .
   راهبات الطائفة الأرثوذكسية يرتدين لباسا يستر الرأس بشكل كامل في جميع المناسبات يطلق عليه اسم ابوستلنك  و هو الجزء الذي يميز لباسهن عن لباس الرهبان أما بالنسبة لرجال الدين في الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، فيسمح لهم بارتداء طاقية خاصة تسمى زكتشوا بينما هناك طاقية أخرى يسمح لهم بارتدائها مرة واحدة في أبرشية رجال الدين تسمى بيريتا. في جميع الطقوس الدينية في الكنيسة الكاثوليكية على الاسقف أن يرتدي ميترى و يطلق عليها اسم تاج الأسقف.
ثانيا ً فى اليهودية
           عند اليهود الأرثوذكس، يجب على المرأة المتزوجة ارتداء غطاء للرأس يطلق عليه اسم تيشيلى بعد أن تتزوج و هي تتراوح بين غطاء قطني بسيط بربطة خلفية بسيطة الى عدة أغطية بألوان متعددة يتم ربطها بأشكال معينة كنوع من زينة الراس
  نوع اخر من غطاء الراس عند اليهود يطلق عليه اسم سنوود  و هو غطاء به فتحات واسعة يغطي الجزء الخلفي من الرأس و الشعر متصل بحلقة مطاطية توضع على الجبهة أو أعلى الراس و خلف الاذنين و الرقبة لتبيت الغطاء.
في الشريعة  يجب على العروس تغطية وجهها و رأسها اذ يقوم العريس بوضع الغطاء على الوجه و لا ينزعه الا قبيل انتهاء مراسم الزواج عندما يصبحان زوجا و زوجة.
و بالنسبة للرجال اليهود، كانوا يرتدون غطاء للراس يشبه الكوفية، وهناك صور قديمة ليهودي يمني مرتديا الكوفية. و من بين اللباس التقليدي الذي يرتديه الرجل العربي الكوفية و هي قطعة قماش من القطن عليها مربعات ينتشر لبسها في بلاد الشام و الخليج و عند الأكراد و تتعدد الألوان و الأنواع و الأشكال منها و يتم ارتدائها لاسباب اجتماعية و ليست دينية.
الفصل الثانى
غطاء الرأس وارتباطه بدور المرأة وخدمتها في الكنيسة دراسة من نظرة كتابية في رسالة كورنثوس الاولى الاصحاحات 11 - 14:

          ان غطاء الرأس ودور المرأة وخدمتها مرتبطون بعضهم مع بعض في الكنيسة وخدمة الكنيسة من وجهة نظر بولس الرسول ،لذلك نأتي الآن إلى مواضيع أو مشكلات متعلقة باجتماع المؤمنين والتي أدت إلى إحداث قدر كبير من التوتر في الكنيسة. ولم يكن هذا التوتر الشديد متناسبًا مع مدى أهمية هذا الموضوع إطلاقًا. أليس هذا ما يفعله الشيطان دائمًا؟ إنه جعلنا نتشاجر معًا حول مسائل ثانوية لكي يقودنا إلى فقدان احتمالنا لبعضنا البعض, وهكذا تتعطل فاعلية خدمتنا في العالم.
       كثيرون أساؤوا فهم العدد 15 جدًّا. فقد ارتأى بعض أنه ما دام شعر المرأة قد أعطي لها عوض برقع، فلماذا الحاجة بعد إلى غطاء آخر؟ إن تعليمًا كهذا يحرِّف النص تحريفًا واضحًا. وفي الحقيقة، ما لم يرَ المرء أن النص في هذا الأصحاح يتكلم عن غطائين ”اثنين“ يصبح المقطع مشوِّشًا لدرجة تبعث على اليأس، وهو ما يمكن إقامة الدليل عليه بالرجوع إلى العدد 6. فهناك نقرأ: «إذ المرأة إن كانت لا تتغطى فليُقصّ شعرها». فحسب الاجتهاد الآنف الذَّكر، يعني هذا أنه ”إن لم يكن شعر المرأة على رأسها، فلتقص“. ولكنَّ هذا القول سخيف! لأنَّه ”إن لم يكن شعر المرأة على رأسها“ فكيف يُمكن أن تُقَصّ؟ إنَّما المنطق الفعلي وراء العدد 15 هو أن هناك تناظُرًا حقيقيًّا بين الروحي والطبيعي. فقد أعطى الله المرأة غطاء طبيعيًّا من «المجد» بطريقة لم يُعطها للرجل. ولهذا مغزى روحي. فهو يعلِّم أنه عندما تُصلي المرأة إلى الله يليق بها أن تضع غِطاءً على رأسها. وما يصح في المجال الطبيعي يصح في المجال الروحي
   الله هو الذي جعل الرجل رأساً للمرأة، فتكون خاضعة له، يكون لها سلطان على رأسها»: أي اعتراف بالسلطان بأن تضع الغطاء على رأسها والغطاء يشير إلى الخضوع ـ يشير إلى أن لها سلطان أي لها رأس هو الرجل فالغطاء رمز لأنها تحت سلطان الرجل. في الخليقة الجديدة ليس رجل وامرأة فجسد المسيح مكوّن من رجال ونساء والجميع أعضاء فيه ولا يستغني الرجل عن المرأة ولا المرأة تستغني عن الرجل. «الرجل ليس من دون المرأة»: أي الرجل ليس بدون المرأة وكذلك المرأة ليست بدون الرجل ولا يستغني أحدهما عن الآخر.
آيات 13، 14، 15  احكموا في انفسكم هل يليق بالمراة ان تصلي الى الله و هي غير مغطاة. ام ليست الطبيعة نفسها تعلمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له. و اما المراة ان كانت ترخي شعرها فهو مجد لها لان الشعر قد اعطي لها عوض برقع.
هل يليق بالمرأة أي هل يليق بالمرأة التي تقف لتصلى أن تكون في وضع ثورة على التقاليد والأنظمة التي وضعها الله، لكن على المرأة التي تصلى أن تقف في وقار أمام الله والناس، خاضعة لله وزوجها. لا تبحث عن أن تظهر جمالها وزينتها بل تقف في إحتشام مخفية جمالها فيظهر جمالها الإلهي، وتظهر عليها نعمة الله. "والثقة فالله من المسلمات والحتميات الضرورية للحياة المسيحية الصحيحة"1
فهو مجد لها  شعر المرأة قد أعطى لها كغطاء طبيعي تغطى به رأسها، شعر المرأة هو جمالها لذلك يجب تغطيته حين تقف أمام الله.
ولأن «لِبْسُهَا بُوصٌ وَأُرْجُوانٌ» (ع22)، ولأن «اَلْعِزُّ وَالْبَهَاءُ لِبَاسُهَا» فهي «تَضْحَكُ عَلَى الزَّمَنِ الآتِي» (ع25). "البوص أو الكتان" يُشير إلى البر العملي والسلوك المرضي أمام الله والناس،
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سامى غبريال، النضوج، ص50 .

الفصل الثالث
ثلاث مشاكل رئيسية في الإصحاحات الأربعة القادمة في رسالة كورنثوس الاولى والتي ترتبط ببعضها وهم:

اولا: تصرّف المرأة في الكنيسة.
ثانيًا: غطاء الرأس.
ثالثًا: العلاقات بين الذكور والإناث في الفكر البولسي.
 فكل درس يتعامل مع مشكلة كانت تبرز عند اجتماع المؤمنين معًا للعبادة. وهذه المشكلات متشابهة من حيث أننا لا نعرف سوى القليل عن ملابساتها، إذ تتعلق كلها بتفاصيل العبادة الجماعية في كنيسة القرن الأول وانه ليس بإمكاننا إن نجزم بأن اجتماعات كنيسة القرن الأول كان يندر أن تعاني من الفتور الروحيّ. بالإضافة إلى ذلك, فقد أتت ردود بولس في هذه الإصحاحات الأربعة في الأغلب على سبيل التصحيح بمعنى أنه لم يكن في معظم الأحوال يرسل إرشادات عن كيفية العبادة إذ انهم كانوا قد أمضوا بالفعل زمانًا طويلا فيها. كما أن بولس يفترض بينما يقدم هذه الإرشادات "التصحيحية" أن هناك الكثير من الأمور التي تشترك معه الكنيسة في معرفتها. بل إن بولس يقول بالفعل في 1كو11: 34: أما المسائل الأخرى, فعندما آتي, أرتّبها". 
تصرف المرأة في الكنيسة 
1كو11, 1 - 16 
للأسف الشديد أننا لا نعلم بالفعل سوى القليل جدًا عن تلك المشكلة التي برزت في كنسية كورنثوس. فلو عرفنا حقًا ملابسات تغطية الرأس, ولو أدركنا بالفعل معنى ردّ بولس الذي جاء في 1كو11: 10, لأمكننا رؤية الطريق الذي ينبغي علينا أن نسير فيه بوضوح أكثر. وهنا تتكون المشكلة فمن المؤسف أنّ كثيرين منا يميلون إلى اتخاذ موقف في غاية الجزم والصلابة في أمور لا يعرفون عنها سوى قدر ضئيل للغاية.
بعض الحقائق التي نفهما من 1كو 11.
1) ممّا لا شك فيه أن النساء اشتركن في العبادة. وكانت المشكلة دائمًا بالصلاة (العدد12) أو بالصلاة والتنبؤ (عدد4و5). ولو لم تكن النساء يشتركن, لكان بولس قد صاغ رده بأسلوب مختلف.
2) بعض النساء بالكنيسة كن إمّا يصلين ويتنبأن أو يرغبن عمل ذلك ورؤوسهن غير مغطاة. وإن لم تكن هذه المشكلة الفعلية لما أصبح هناك معنى واضح لمعظم ما قاله بولس في هذا الفصل. 
3) يبدو أن النساء قد خرجن عن التقليد الذي كان سائدًا بقيامهن بالصلاة والتنبؤ أو برغبتهن في عمل ذلك ورؤوسهن غير مغطاة. أما الاحتمال الآخر البديل لذلك, فهو أنَّ بولس كان يُدخل عادة يهودية للمرة الأولى إلى كورنثوس. لكن لو صحّ هذا الافتراض, لما أصبح هناك سبيل لتفسير ما سألوا عنه في رسالتهم. بالإضافة إلى ذلك, فأن نبرة حديث بولس الحادّة هنا لا يكون لها ما يبرّرها لو كان يقدم مجرد مجموعة من الإرشادات للمرة الأولى (انظر الأعداد 6و13و16). 
معنى تغطية الرأس:
هناك شيء مؤكد بخصوص ما كانت تعنيه "تغطية الرأس". لقد كانت مختلفة تمامًا عن طرق تغطية الرأس التي تستخدمها بعض النساء المسيحيات في معظم المجتمعات المعاصرة, بمعنى أنه لم تكن تستخدم القبعات أو مناديل الرأس أو الأوشحة وما شابه ذلك في تغطية الرأس. وما يجعلنا متأكدين من هذا الاستنتاج هو الترجمة الحرفية لما قاله بولس باليونانية في العدد الرابع. وفقًا لهذه الترجمة, فإن: "كل رجل أو يصلي أو يتنبأ وهناك شيء "متدل" من رأسه". تشير كلمة "متدل", بوضوح إلى نوع الغطاء يتدلى من الرأس كلها حتى الكتفين.


وهناك اختياران بديلان في ما يتعلق بمثل هذا النوع من الغطاء.
     1) جادل البعض في الآونة الأخيرة قائلاً إن بولس لم يكن يتحدث بالفعل عن غطاء منفصل للرأس على الإطلاق, بل كان يقصد الإشارة إلى الشعر. بناء على ذلك, فقد كانت المؤمنات بكورنثوس يطالبن بحق تقصير شعورهن. لكن هذا الاختيار يؤدي إلى صعوبات كثيرة جدًا. فجدل بولس عن الشعر باعتباره غطاء طبيعياً هو تشبيه يستخدمه كأساس لجدله في سبيل غطاء آخر. كما أن قول بولس في العدد الخامس عن أن "كشف الغطاء كحلق الشعر تمامًا" يدل على أن شعر مثل هذه المرأة كان طويلاً. إن عدم تغطية الرأس في الكنيسة كان يعادل في شناعته حلق الرأس تمامًا. كذلك لا توجد دلائل تؤيد وجود جماعة من النساء بتلك الكنيسة كن يجلبن العار على ذواتهن بسبب قصّ شعورهن.
2) أما الاختيار الثاني, فهو أن بولس كان يتحدث عن البراقع أو الاحجبة. وتشير المصادر اليهودية وأيضًا اليونانية إلى أن النساء كن في المعتاد يرتدين الاحجبة عند التواجد في الأماكن العامة. كما تؤيد الدلائل المؤسسة على المصادر اليهودية أن تلك الاحجبة كانت تغطي كل شعورهن وكذلك الجزء الأعلى من أجسامهن (انظر باريت ص. 283). أما عن تغطية الوجه أيضًا, فليس لدينا قدر كاف من الدلائل التي تؤيد ذلك. إن الأمر المعروف على وجه اليقين هو أن نوع الحجاب الذي كان مستعملاً كان يغطي الشعر كله ويتدلى حتى الكتفين. تقول بعض المصادر اليهودية على سبيل المثال ما يلي: "في بعض الأحيان كان الرجال يغطون رؤوسهم, أما النساء, فكن يغطين شعرهن بصفة دائمة, بينما كان الأطفال يكشفون رؤوسهم".
التقليد السائد بالحجاب أو البرقع في ذلك الزمان:
   أما عن التقليد الذي كان سائدًا في عالم الأمم آنذاك, فلدينا ما يدل عليه أيضًا وإن كانت الدلائل في هذه الحالة ليست على نفس الدرجة من اليقين. تقول كتابات "بلوتارك" التي يرجع تاريخها إلى نهاية القرن الأول ميلادي عن العادات الرومانية ما يلي: "إن الأمر المعتاد بالنسبة للنساء عند الخروج إلى الأماكن العامة هو تغطية رؤوسهن, أما بالنسبة للرجال, فهو كشف رؤوسهم".
إن معظم الكتابات التاريخية تشير إلى انتشار تغطية الرأس آنذاك. ومع ذلك, نقرأ في كتابات "دايوكريسوستوم" وهو كاتب عاصر "بلوتارك" عن رثائه لانحصار ذلك التقليد. تشير كل هذه الدلائل مجتمعة إلى أن النساء الموقرات سواء من اليهود أو الأمم كن يغطين رؤوسهن عند الخروج إلى الأماكن العامة. واستناداً إلى ما جاء في 1كو11: 2-16, يمكننا الافتراض بأن تغطية الرأس في الأماكن العامة هذه كانت أيضاً تقليداً سائداً في الكنائس المسيحية الباكرة. أما بخصوص ما إذا كانت النساء يغطين وجوههن أيضًا أم لا, فيعوزنا الدليل على ذلك. لكن على الأرجح أنهن لم يكن يفعلن ذلك. 
ما هو موقف كنيسة كورنثوس , وهل مؤمناتها يعارضن الحجاب؟ 
        ما هو الموقف الذي اتخذته مؤمنات كورنثوس, ولماذا كن يتصرفن هكذا؟ ليس هناك جواب قاطع بهذا الخصوص. لكن في أغلب الظن أنهن لم يكن مجرد يسألن بولس بشأن مواصلة هذه العادة. ففي العدد الثاني, نرى بولس يمدح مؤمني كورنثوس على المحافظة على التعاليم. في الواقع إن الكلمة التي استعملها بولس في اليونانية تعني "التقاليد" في حين أن كلمة "التعاليم" لا تفي بالمعنى المقصود تمامًا. لقد تسلموا هذه العادات أو التقاليد, وبولس هنا يثني عليهم لمحافظتهم عليها. لكن لا يمكننا أن نجزم بأنهم كانوا يحافظون على كل "التقاليد" حيث أن العدد السابع عشر يشير إلى أنهم لم يكونوا يفعلون ذلك في نواح معينة.
       إن الاحتمال الذي يبدو أكثر رجوحًا بالنسبة هو أن بولس يعكس مجددًا في العدد الثاني ما قالته كنيسة كورنثوس في رسالتها إليه. فبنوع من تهنئة الذات, كان مؤمنو كورنثوس يطمئنون على تمسكهم بكل التقاليد, وما دفعهم إلى قول ذلك هو أن بعض النساء في وسطهم كن يشرعن في الخروج عن التقليد المتعلق بالحجاب. لا يؤدي مثل هذا التفسير فقط إلى إيضاح معنى المعلومات القليلة التي لدينا في هذا الفصل, بل يلائم أيضاً طبيعة رسالتهم كما رأينا في السابق. لكن لماذا كانت بعض النساء يتصرفن كذلك؟ نحن لا نعرف الجواب بالتحديد, وما يمكننا تخمينه هو أن المسألة متعلقة بمغالاة مؤمني كورنثوس في الأمور الإسخاتولوجية التي تحققت. لقد قال الرب يسوع إنه لن يكون هناك تزوج في الدهر الجديد لأننا سنصير كالملائكة. فربما اعتقد مؤمنو كورنثوس بناء على الفوارق الجنسية قد اختفت بالفعل حيث إنهم كانوا يعيشون في وقت النهاية. على الرغم من إن هذا الاستنتاج يعطي تفسيرًا منطقيًا لما كان حادثًا لكن لا تنس أنه مجرد تخمين مستند على ما لدينا من معلومات. 
العلاقات بين الذكور والإناث في مفهموم بولس:

     قبل دراسة الإصحاح الحادي عشر والدخول إلى تفاصيله أرى من المناسب أن نعرف الفكر البولسي عن المرأة والرجل. تتلاءم نظرة بولس عن العلاقات بين الذكور والإناث تلاؤمًا كاملاً مع هذه الحالة غير اليسيرة. وبالنسبة لوضع النساء, فقد اتسم العالم الذي جاء إليه المسيح بقسوة ميئوس من نبذها وفساد لا يوصف. فبوجه عام, لم يكن لهنَ مكانة أو منزلة إلا إذا انحدرن من أسر عريقة أو إذا كنَّ على درجة غير معتادة من الحسن والجمال. فيما عدا ذلك, كانت المرأة أساسًا كأي ملك منقول آخر من أملاك أبيها ثم زوجها. بل إن الحاخامات اليهود كانوا يصلون قائلين: "نشكرك اللهم على أننا لسنا نساء". هذا كان حال العالم الذي جاء إليه المسيح حاملاً معه الأمل بتحسن الأمور. ففي خلال خدمته, منحت النساء المحبة اللائقة بالبشر. بل كان يسمح لهن بالجلوس عند قدميه والاستماع إلى أقواله (لوقا 10: 38-42) الأمر الذي كان يستحيل تصديقه آنذاك! كذلك كان بولس يعلم تمام العلم أن عمل المسيح قد وضعنا على أعتاب عصر جديد.
رأينا في الإصحاح السابع انعكاسات ذلك على العلاقات الزوجية. وفي غلاطية 3: 28 التي كُتبت تقريبًا في نفس الوقت من رسالة كورنثوس الأولى يقول الرسول: "لا فرق بعد الآن بين يهودي ويوناني, عبد وحرّ, ذكر وأنثى, لأنكم جميعًا واحد في المسيح يسوع.
معنى هذا أنه "في المسيح", لم تعد الفوارق القديمة المتعلقة بالجنس والنوع والحالة الاجتماعية سارية في الدهر الجديد. فعند الله, لا مكان لمثل هذه الفوارق. وهكذا, توجد مساواة تامة "في المسيح" بين الرجل والمرأة. ولم تعد لأحدهما ميزة على الآخر تمامًا كما لم يعد لليهود ميزة على الأمم. هذه هي ذات النقطة التي كان بولس يسعى لإيضاحها بالعددين 11-12 في ما يتعلق بالدهر الحاضر. إن الرجل والمرأة معتمدان كليًّا على أحدهما الآخر ومعتمدان بالتساوي على الله. هذا هو تعريف بولس للعلاقة بين الذكور والإناث, ذلك التعريف الذي ينادي بالمساواة الكاملة في الربّ. وهذا أيضًا هو المستقبل الذي نقف في الحاضر على أعتابه.
    غير أن المستقبل لم يتحقق بعد بكماله في الحاضر. فنحن لا نزال في حالة "ليس بعد". لذا يدرك بولس أن العلاقات الوظيفيّة لا تزال قائمة. وبهذا المفهوم, فإن "رأس المرأة هو الرجل". لكن هذا لا يعني أن الرجل هو "سيدها" أو "رئيسها". لقد أتى الرجل أولاً في ترتيب الخليقة, وكانت علة وجود المرأة هي: "للرجل" بمعنى أنها ضرورية له وبالتالي للبشرية حتى تكتمل. ومع ذلك, لا يتطرق بولس إطلاقًا إلى تفاصيل معنى أن يكون الرجل " رأس المرأة" من الناحية الوظيفيّة. لكن على الأقل كما نعرف من 1تيموثاوس2 فهذا يتضمن دور التعليم بالكنيسة.وكذلك الخضوع الكتابى له ونقصد بالخضوع الكتابى " هو خضوع الجسد المحب الواعى الذى يستشعر عواطف الراس ، ويتفهم الفكر ويطيع عن حب وتقدير"1 أما بخلاف ذلك, فليس لدينا أقوال محددة. وربما يعني أيضا مواصلة عمل الأشياء بالكيفية المتعارف عليها في بيئة ما انتظارًا لحلول وقت النهاية. على كل الأحوال فالتبعية أو المرؤوسية لا تعني إطلاقًا القهر أو الإخضاع. 
, أن الحجاب لبولس رمزًا بهيجًا لاتجاهين هما:
 1) بلغة ما لم يتحقق بعد, كان رمزًا لترتيب الخليقة الأصلي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سامى غبريال،الطلاق والزواج الثانى،ص18 .

2) بلغة ما تحقق بالفعل, كان علامة على السلطان الجديد للصلاة والتنبؤ تمامًا كما كان الحال بالنسبة للرجل.

 الفصل الرابع : جدل لاهوتي و جدل اجتماعي أو بيئي

   يعتبر تعقب الجدل الذي طرحه بولس في 1كو11: 2-16 من أصعب ما يكون على مستوى جميع رسائله. ويرجع السبب هذا إلى اقتناعه بضرورة إبقاء النساء على التقليد السائد, لكن عليه أن يقدم أسبابًا قوية لدفعهن إلى ذلك. هذا هو ما جعل الجدل يتأرجح من سبب لآخر في حين يصعب تحديد جزائه بوضوح.
ردّ بولس 1كو11: 2-16.

إن ردّ بولس في هذه الأعداد (3-16) ينقسم إلى قسمين, فبولس قسم رده إلى نوعين من الجدل: جدل لاهوتي و جدل اجتماعي أو بيئي.
1) الجدل اللاهوتي (1كو11: 3, 7, 10, 8-9, 11-12)
     في الأعداد 3, 7, 11 من 1كو11. نرى السبب اللاهوتي الأساسي لدى بولس للإبقاء على عادة ارتداء الحجاب. وهو سبب متعلق بالنظام أو الترتيب الإلهي, ذلك الترتيب الذي نراه بالعدد الثالث. فهناك ترتيب في العلاقة بين الرجل والمرأة يمكن مقارنته بذلك الكائن بين المسيح والرجل, وبين الله والمسيح. ويعبر عن هذه العلاقة مجازيًا بكلمة "الرأس". وكما أشرنا, لابد أن بولس قد أتى بهذه الكلمة المجازية كاختبار ماهر ينتقل من خلاله للحديث عن "الرأس" الحرفية. غير أن هناك مشكلتان بهذه الأعداد:
 1) هل يقصد بولس الرجال والنساء أم الأزواج والزوجات
 2) ما هو المعنى المجازي لكلمة "رأس"؟
      ربما قصد بولس في السؤال الأول كلا المعنيين في واقع الأمر. فيبدو أن ما قيل في العدد الثالث هو حقيقة عامّة عن الرجال والنساء. لكن باقي الحديث يعكس العلاقة بين الأزواج أو الزوجات خصوصًا إذا اعتبرنا أن كلمة "رأسها" قد استعملت بصورة مجازية في المرة الثانية بالعدد الخامس. وبعبارة أخرى, فإن المرأة تجلب العار على زوجها برفضها ارتداء غطاء على رأسها.
    فالمقصود إذن بالقول: "أما رأس المرأة فهو الرجل" هو أن الرجل هو أصل المرأة وعلّة وجودها. ونفس الأمر صحيح بالنسبة للعلاقة بين الآب والإبن وكذلك بين المسيح والرجل. يقدم الرسول بولس في العدد السابع النتائج العملية المترتبة على هذه العلاقة. "وهكذا يعطي سببًا لاهوتيًا للإبقاء على عادة سائدة. يقول بولس إن على المرأة أن ترتدي حجابًا عندما تصلي أو تتنبأ إذ أنها "هي مجد الرجل"1.
لكن ما هي النقطة الجوهرية للتعليل الذي قدمه بولس؟ ولماذا يؤدي كون المرأة مجد الرجل إلى وجوب ارتداءها الحجاب؟ يرتكز الجواب على النظام أو الترتيب الإلهي الذي أوضحه العدد الثالث, فلا يجب أن يغطي الرجل رأسه في اجتماعات العبادة لكي لا يغطي "مجد المسيح" الذي يُرى في وجه الرجل, وبالطبع ينبغي لمجد المسيح أن يظهر. أما الزوجة, فعليها أن تغطي رأسها لأنها إن لم تفعل ذلك فهي تكشف "مجد الرجل" الذي يُرى فيها. ولا يليق عند عبادة الخالق أن تلفت الأنظار إلى المخلوق. من الجدير بالملاحظة هنا أن العدد السابع يتضمن أقوى حجة على أن الحجاب كان يغطي الوجه أيضا لأننا نفهم من الكتاب المقدس عمومًا أن الوجه هو موضوع رؤية المجد. انظر سفر الخروج34: 29-35, و2كو3: 16-18. غير انه علينا أن نحترس من أن نعمل نوعًا جديدًا من غطاء الرأس استنادًا إلى الاستعارات اللاهوتية!
في العدد العاشر يقول بولس: "لهذا...." مشيرًا إلى السبب الذي يتوجب بمقتضاه ألا يُكشف مجد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
جوردن .فى ،رسالتا كورنثوس،ص 271 .
ويعبِّر بولس عن هذا الفكر بالقول إن "على المرأة أن تضع على رأسها علامة الخضوع". وفي بعض الترجمات مثل ترجمة كتاب الحياة ربما كانت الترجمة مصيبة في اعتبار أن الحجاب هو "علامة الخضوع". لكن ما معنى هذا القول؟ وما معنى أن تفعل المرأة ذلك "من أجل الملائكة"؟
11: 8-9, 11-12 إن افضل تفسير للتعارض الظاهري بين هذين الزوجين من الأعداد يتم بالنظر إليها في ضوء صعوبة الوجود في حالة "بالفعل- وليس بعد".
 وهناك عدة أسباب لذلك. من جهة, يحاول بولس جعل مؤمنات كورنثوس يتمسكن بتقليد ينتمي إلى الترتيب القديم. فعلى الرغم من أن المؤمنات قد تحققت لهن أشياء كثيرة "بالفعل" إلا أنه لا يزال عليهن أن يرتدين الحجاب لأن الترتيب الجديد لم يتحقق كليًا "بعد" بل مجرد غزو القديم. غير أن الترتيب القديم بالجديد يجلب معه سلطانًا جديدًا للنساء ومعنى جديدًا ًللحجاب. فهو الآن علامة على سلطان المرأة الجديد. 
      هكذا نرى ارتداء الحجاب في الترتيب القديم كان مؤسسًا على العلاقات بين الذكور والإناث. ومن ناحية, فإن أصل هذه العلاقات يرجع إلى الخليقة (عدد8-9). لقد رأينا أن المراد من هذين العددين هو إيضاح أن المرأة قد خلقت "ليكتمل" بها الرجل وليس "من أجله" لكي تكون خاضعة له. وبدون المرأة, لما كان وجود البشرية ممكنًا. أما الآن في الترتيب الجديد أي في الربّ فقد أدرك بولس أن هناك تغييرات آخذة في الحدوث. وهو يقول أن الرجل والمرأة معتمدان على بعضهما البعض وإن كلا منهما معتمد بنفس القدر على الله (11-12). راجع "العلاقات بين الذكور والإناث في مفهوم بولس"
تلخيص الجدل اللاهوتي:
1) يأتي الرجل أولاً في الترتيب الإلهي بمعنى أنه قد خُلق أولاً وأن علّة وجود المرأة هي "تكميله" أو "إتمامه". غير أنه لم يكن ممكنًا أن توجد البشرية بدونها. وحيث إنها عطية إلهية يكتمل بها وجود الرجل, فيجب أن ينظر إليها باعتبارها مجده. ولذلك ينبغي أن ترتدي الحجاب في اجتماعات العبادة لكي لا تعكس مجد الرجل في محضر الله.
2) كذلك يجب أن ترتدي المرأة الحجاب من أجل حضور الملائكة. ليس لدينا يقين كافٍ بشأن معنى هذا القول, غير أن للملائكة دورًا على الأرجح في حفظ الترتيب الإلهي.
 3) أيضا, ففي الترتيب الجديد, على المرأة أن ترتدي الحجاب كعلامة على السلطان الجديد الذي أعطي لها لأن تصلي وتتنبأ. 

2) الجدل الاجتماعي أو البيئي (1كو11: 4-6, 13-16)

هناك ثلاث حجج من الجدل الاجتماعي أو البيئي الذي جاء في 1كو11: 2-11.
1) إن الحجّة الأولى التي يقيمها بولس في جدله (11: 4-6) دفاعاًا عن الإبقاء على ذلك التقليد تستند إلى المجتمع أو البيئة التي وجدت بها كنيسة كورنثس. لاحظ مهارة بولس في تقديمها بعد ما قاله في العدد الثالث. والسؤال الاستدلالي الحرج هنا هو ما إذا كانت كلمة "رأسه" التي وردت في المرة الثانية بالعدد الرابع وكذلك كلمة "رأسها" التي وردت في المرة الثانية بالعدد الخامس قد جاءنا معنى حرفيّ أم مجازيّ. 
إنّ احتمال أن يكون بولس قد قصد من زاوية معنية كلا التفسيرين يبدو احتمالاً وجيهًا. ومع ذلك, فعلى الأقل لا بد أن القول: "يجلب العار على رأسه" بالعدد الرابع يقصد جلب العار على المسيح. وما يجعلنا متأكدين من ذلك هو أن القول يأتي بعد ما جاء في العدد الثالث مباشرة. أما إذا لم يكن استعمال كلمة الرأس بهذه الأعداد مجازيًا, فإن دور العدد الثالث يصبح لغزًا محيِّرًا. هكذا يقيم بولس الحجة على أن خروج المرأة عن التقليد السائد بخصوص هذه المسألة يؤدي إلى جلب العار على زوجها. وبنفس القدر من الوضوح, نفهم من العدد السادس أن هذا يؤدي أيضًا إلى جلب العار على رأسها هي. إن هذه الحجة مؤسسة كليًّا على البيئة. فعدم ارتداء المرأة الحجاب عندما تصلي أو تتنبأ يجلب العار عليها تمامًا بنفس الكيفية التي يسببها قيامها بحلق شعرها.

2) الحجّة الثانية (11: 13-15) أيضاً هي بيئية خالصة إذ تتعلق بمفهوم ذلك المجتمع عما هو لائق أو مناسب. يقول بولس في العدد الرابع إن "الطبيعة نفسها" تعلم أن إرخاء الرجل لشعره عار عليه. وبالطبع, فالمعنى الوحيد "للطبيعة" هنا هو "البيئة" لكن لو ترك شعر الرجل للطبيعة بدون حلاقة, فلن يظل قصيرًا. أما النقطة الأساسية التي يهدف إليها بولس من كل هذا, فنجدها في العدد الثالث عشر. إن إرخاء الرجل لشعره أو حلق المرأة لشعرها كان أمرًا غير لائق في ذلك المجتمع. وتشبيهًا بالطبيعة (أي المجتمع), يقول بولس إن قيام المرأة بالصلاة دون ارتداء الحجاب هو أيضًا أمر غير لائق.
3) مع أن الحجّة الثالثة (11: 16) تستند أيضًا إلى البيئة أو المجتمع. لكن بولس في هذه المرة يضفي عليها بعدًا اخلاقيًا. يقول الرسول إن كنائس الله ليس لها عادة إظهار المشاكسة. فالتخلّي عن هذا التقليد السائد خصوصًا من أجل أسبابهم هو سلوك مشاكس. والمعنى الضمني الواضح هنا بالطبع هو أن المشاكسة (أو الخصام) لا تتفق والفضائل المسيحية. (ربما الرسالة التي ارسلها أهل كورنثوس لم تكن تهدف إلى أخد مشورته. ربما كانوا يظهرون المشاكسة له, لهذا لجأ بولس إلى استخدام هذه الحجج للبرهنة على أن الحفاظ على التقليد هو سلوك رشيد.
      روح العصر الحاضر هو التخلص من كل ما يسمى خضوع أو ناموس إلهي وكل ما رتبه الله سواء في الخليقة الطبيعية أو في الخليقة الجديدة لأنه في هذا العصر قلبت الأوضاع وأصبح لا فرق بين رجل وامرأة. الرجل يلبس مثل المرأة والمرأة مثل الرجل وشعر الرجل يطيلونه وشعر المرأة يقصرونه. وحتى مفهوم الزينة اصبح مرتبط بالحياة العصرية من ملابس وضفر الشعر بينما المعنى الصيح للزينة يتنافى مع معناها الكتابى " الزينة الافضل هى زينة القلب  ولم تمنع فى العهدين ومنعت فى حالة ارتكاب الشعب للشر "1 وهذا عمل إبليس الذي يريد أن يشوش ويفسد منظر خليقة الله
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صموئيل حبيب ، السلوك المسيحى وتحديات العصر،ص68
لكن يجب ألا يتأثر المؤمنون بهذا. يقولون لنا أنتم تسيرون على نظام عتيق! فليكن فهذا هو الأصل الذي رسمه الله ولا يتغير فعندما لا تخضع المرأة للرجل وتريد أن تكون مثله تفسد الرمز لأنها رمز للكنيسة والرجل رمز للمسيح. «وأما راس المرأة فهو الرجل وأس المسيح هو الله»: المسيح له المجد تعلم الطاعة مما تألم به وهو المنزه عن الطاعة وعن الخضوع لأنه هو الله الذي كل الملائكة والسلاطين والقوات مخضعة له، لكنه عندما صار إنساناً أخذ صورة عبد، إذ نقرأ عنه "عبد يهوه"، ومن هو كامل مثل عبدي "فتاي" أي عبدي الذي سررت به. هذا هو مركزه في التجسد
لذلك غطاء الرأس يحتفظ بأهميته في العالم المسيحي
وهكذا، تغطية الرأس هو لفتة غير صالحة للرجل، ولكن مناسبة للمرأة يسمح للحث على أن غطاء الرأس لا يزال يمثل ممارسة واسعة الانتشار في جميع أنحاء أوروبا في وقته. في حين أن الفن المعاصر يشير إلى أن لم تعد ملزمة كاملة من الشعر ضروري من الناحية العملية، واصلت المرأة أن تظهر في العلن مع أغطية على رؤوسهم بسبب أهميتها الدينية. من هذا الواقع، يمكن للمرء أن تحفز بسهولة أنه لم يتم على حد قول القديس بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس نسي؛ اللاهوتيين الكاثوليك والمفكرين واصلت لتعيين أهمية لرمز وتعليم هذه الممارسة للشعب، الذي تلته .
هل يمكن للمرأة أن تصلي بدون أن تغطي شعر رأسها ؟
لا يصح
1
كو 11: 5 واما كل امرأة تصلّي او تتنبأ وراسها غير مغطى فتشين راسها لانها والمحلوقة شيء واحد بعينه.
3- آية 5 :- و اما كل امراة تصلي او تتنبا و راسها غير مغطى فتشين راسها لانها و المحلوقة شيء واحد بعينه. ورأسها غير مغطى حتى لا يتشتت الآخرين في صلاتهم ولا تكون المرأة عثرة لأحد، وتمييزاً لها عن الرجل أمام الله والملائكة. فتظهر أنها لا تزال تحترم وتخضع لترتيب الخليقة الأولى، لأن الله خلق الأنثى خاضعة للرجل. حتى بالرغم من حصول المرأة على كامل حريتها في المسيح، وخلاصها وفدائها ومساواتها للرجل. وهنا نرى أن الرجل والمرأة متساويان في المواهب (فهي تصلى وتتنبأ). الفرق الوحيد هو تغطية المرأة لرأسها. أمّا المرأة التي تصلى وتتنبأ دون أن تغطى رأسها مقلدة الرجل، فأنها في الواقع تشين رجلها (أي رأسها)، لأنها بهذا تحمل مجد الرجل وكأنها تستنكر سلطانه عليها، وتظهر بهذا أنها غير خاضعة لرجلها أمام كل الناس. وهذا عار للمرأة كأنها حلقت شعر رأسها.لأنها والمحلوقة شئ واحد = الله هو الذي جعل الرجل رأساً للمرأة، فتكون خاضعة له، ورفض المرأة لهذا القانون الإلهي
 - 1
في تمرد على قانون وضعه الله
 - 2
تمرد على زوجها. وأن تحلق المرأة شعرها لهو شئ غير مقبول لكن :-أ‌) هي إرتضت أن تظهر بمظهر الرجال أي بغير غطاء للرأس رافضة الخضوع لرجلها إذن فلتندفع إلى أقصى مظهر للرجال وتقص شعرها كالرجل، وإن كان هذا طبعاً قبيحاً للمرأة (فالشعر الطويل هو جمال المرأة) فلتغط شعرها
ب‌) عدم تغطية المرأة لرأسها متشبهة بالرجال إعلان عن عدم إعتزازها بجنسها كإمرأة، فتريد أن تتشبه بالرجال
ج) المرإة المتزوجة لو زنت يحلقون شعرها علامة عار، فهي لا تستحق أن يكون لها زوج. ومن ترفض الخضوع لزوجها ولقانون الله فهذا أيضاً عار عليها. والرسول يتهكم عليها بقوله هذا فمن وجهة نظره لا فرق بين الإثنين
ء) الكاهنات الوثنيات كن يكشفن شعورهن المنكوشة علامة حلول الوحي عليهن حين يقدن الإجتماعات الوثنية. والرسول رأى أنه من العار أن يتشبه النساء المسيحيات بكاهنات الأوثان.آية 6 :- اذ المراة ان كانت لا تتغطى فليقص شعرها و ان كان قبيحا بالمراة ان تقص او تحلق فلتتغط.آيات 13، 14، 15 :- احكموا في انفسكم هل يليق بالمراة ان تصلي الى الله و هي غير مغطاة. ام ليست الطبيعة نفسها تعلمكم ان الرجل ان كان يرخي شعره فهو عيب له. و اما المراة ان كانت ترخي شعرها فهو مجد لها لان الشعر قد اعطي لها عوض برقع.هل يليق بالمرأة.. = أي هل يليق بالمرأة التي تقف لتصلى أن تكون في وضع ثورة على التقاليد والأنظمة التي وضعها الله، لكن على المرأة التي تصلى أن تقف في وقار أمام الله والناس، خاضعة لله وزوجها. لا تبحث عن أن تظهر جمالها وزينتها بل تقف في إحتشام مخفية جمالها فيظهر جمالها الإلهي، وتظهر عليها نعمة الله. ونلاحظ أنه حتى النساء اليونانيات الوثنيات غطين رؤوسهن، فهل لا يفعل هذا النساء المسيحيات.فهو مجد لها  شعر المرأة قد أعطى لها كغطاء طبيعي تغطى به رأسها، شعر المرأة هو جمالها لذلك يجب تغطيته حين تقف أمام الله.أي عوض برقع = فالمرأة الصلعاء لا منظر لها ويجب أن تضع برقعاً أي غطاء على رأسها. لكن مجد المرأة وزينتها يمكن أن تعبر عنه المرأة بشعرها، والمرأة التي تقصد من إرخاء شعرها دون أن تغطيه التزين والبهرجة، فهذا الأمر لا يليق ببيت الله.
من الطرائف و الغرائب
    الطوارق أو البربر و هم السكان الأصليين لمنطقة صحارى شمال أفريقيا، يرتدي الرجال غطاءا للرأس و الوجه و لا يكشفون الا عيونهم بعكس النساء التي تكشف وجهها كاملا، يرتدي الرجل غطاء الوجه عند عمر ال 25 و لا يكشف وجهه حتى أمام عائلته و هذا التقليد راجع الى الاعتقاد بان غطاء الوجه يحمييهم من الأرواح الشريرة ناهيك عن حمايتهم من الشمس و الغبار و عوامل الجو الصحراوية القاسية.
الخاتمة
           إرخاء شعر المرأة مجد لها وقد استخدمت المرأة (الخاطئة) في بيت الفريسي شعرها في مسح قدمي الرب بعد أن بللتهما بدموعها أي أنها وضعت مجدها عند قدمي المسيح (لو7) وكذلك مريم أخت لعازر سكبت الطيب على قدمي الرب ومسحتهما بشعرها تعبيراً عن حبها وولائها للرب (يو12). والشعر أُعطي للمرأة عوض برقع فالطبيعة تعلمنا أنها تحتاج برقع وتعلمنا انه يجب أن تضع غطاء على رأسها في الاجتماع.

المراجع

1-   غبريال، سامى .النضوج. دار يوسف كمال .القاهرة:2006
2-   غبريال، سامى .الطلاق والزواج الثانى . دار عمانوئيل .القاهرة:2010
3-   حبيب ، صموئيل .المراة فى الكنيسة والمجتمع .دار نوبار .القاهرة: 1988
4-   حبيب ، صموئيل .السلوك المسيحى وتحديات العصر .دارالطباعة القومية .القاهرة: 1990
5-   فى ،جوردان .الدليل الدراسى رسالتا كورنثوس. المجلس العام للكنائس الرسولية.1993 .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكنيسة الرسولية هي أحد الكنائس غير التقليدية وهي كنيسة إنجيلية تبشيرية كاريزماتية.