بحث عن "تارَح ابن ناحور" اعداد الاخ/ اشرف ميلاد

معنى اسم تارح
Terah"              اسم عبري معناه "عنزة جبلية" ابن ناحور وأبو إبراهيم كان يقطن اور الكلدانيين وقضى أغلب حياته فيها مؤثراً عبادة الأوثان على عبادة الله (يش 24: 2). ومن بين الآلهة التي عبدها القمر حيث كان عيكل مكرساً له في اور. وقد رافق إبراهيم إلى حاران ما بين النهرين حيث توفي، وله من العمر مئتان وخمس سنين وكان عمر إبراهيم وقتئذ خمساً وسبعين سنة (تك 11: 31 و 32)"1
وايضا معنى تارح (الذى يأخر- معطل ) حين بدأ ابرام رحلتة وعائلتة ذات الالف وخمس مئة  ميل الى كنعان ثم جاءوا الى حاران فى منتصف الطريق الى الارض التى وعد الله بها ابرام وقراروا ان يتوقفوا ويسكونوا هناك فى حاران
ومعنى اسم حاران(مكان مقفر )جاف لانة محاط بالصحراء فى الجنوب والغرب ونحن لا نعلم كم من السنين اضاعوا فى حاران ونحن فى اى وقت لا نطيع الله نضيع فرص جيدة تكون لنا ولقد بقوا فى حاران الى ان مات تارح  ونحن لا نعلم سبب موت تارح لكن نعلم انه كان سببا لتاخير خطة رحلة ابرام ودعوتة الالهية الى كنعان لان بعد موتة مباشرا تحرك ابرام الى ارضى كنعان مجددا رحلتة التى توقفة لفترة فى حاران

الايمان فى حياة تارح
عندما دعا الله ابرام وتكلم معه ان يخرج من اور الكلدانين الى كنعان ربما يكون ابرام تكلم مع تارح والده عن دعوة الله له بالخروج الى كنعان فمنها اخذا تارح القيادة او الرؤيا التى وضعت على ابرام  فاخذها تارح مندفعاً  وتحرك بناءاً عليها لفترة زمانية مثل الناس الذين كانوا فى ايام نوح يساعدونة فى بناء الفلك ولكنهم لم ينجوا " لقد كان اايمان نوح وعائلتة شهادة ادانة للناس فى عصرة بينما كان هو خاضعا لله كل الخضوع وطائعا له ولكلمتة ومنشغلا كل المشغولية بعمل الرب وبناء الفلك وكان الناس ياكلون ويشربون ويزوجون ويتزوجون"1المرجع كتاب قطرات من الينبوع المؤلف م:سامى غبريال ص 152  وتوقف تارح  فى حاران كما كأنة تربة محجرة نبت فيها البزار الى حين ولكن لان ليس لديها اصل او عمق  جفت او ماتت وهذا ما يحدث مع كثير من المؤمنين المحملين برؤيا بان الله يريد منهم ان يفعلوا شئً فيشعروا بضعفهوم وعجزهم ويلقيها على اخرين معهم على اناس يرون انهم اكبر او اجدر بها منهم وينسون ان الله لا ينظر الى الامكلنية ولكنة ينظر الى اتجاة القلب فهذا ما حدث مع
 ابرام عندم ترك القيادة لابية تارح الذى تحرك من اور الى كنعان ولكنه توقف فى حاران ولم يكمل رحلتة الى كنعان لانة غير حامل للرؤيا " ربما تكون بدايتك الصغيرة وهو ايمانك بما يقوله الرب على مستقبلك ولكن  دع ايمانك ينموا مثل حبة الخردال الرب يكرم هؤلاء الذين يصدقونه ويعيشون له بامانة"1 المرجع كتاب الرب يصنع لك بيتاً ص147 المؤلف د: امانى البرت ولكن تارح هنا يشبة المؤمن الجسدى او الانسان الخاطى الذى يعطل المسيرة ويقف ضد عمل الله وقال عنة الكتاب فى يشوع (10 :2) "وَقَالَ يَشُوعُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: آبَاؤُكُمْ سَكَنُوا فِي عَبْرِ النَّهْرِ مُنْذُ الدَّهْرِ. تَارَحُ أَبُو إِبْرَاهِيمَ وَأَبُو نَاحُورَ، وَعَبَدُوا آلِهَةً أُخْرَى."1

مقارنة بين ابراهيم وتارح
عند المقارنة
 بين إبراهيم وتارح، أن الكتاب يقول: "ظهر إله المجد لأبينا إبراهيم وهو ما بين النهرين قبلما سكن في حاران" وليس في لغة الكتاب ما يدل على  أنه ظهر لتارح، وقد صنع هذا الفارق القصة المختلفة بين الأب وابنه، وسيتاح لنا عندما نقرأ في الشخصيات الكتابية شخصية إبراهيم، أن مفتاح حياته كان هذه الرؤية المجيدة، التي حركته حيثما حل وذهب، وهكذا كان إبراهيم في صداقته وعلاقته بالله، ولقد ضرب في الأرض، وهو لا يعلم إلى أين يأتي، لأنه سبى بشخص الله الذي ظهر وهو ما بين النهرين قبلما سكن ولسنا نعلم كيف واجه تارح الوثني هذا التغيير العجيب الذي طرأ على ابنه، هل قاومه الأمر، عندما أدار إبراهيم ظهره لعبادة القمر، وغيرها من ديانات الوثنية، قد يكون إذ ليس من السهل التصور أن أبينا يخرج على دين آبائه، ثم يستقبل الآباء هذا الخروج بالهدوء أو التصفيق والاستحسان، وإذا كانت التقاليد تقول إن نمرود اضطهد إبراهيم اضطهاداً مريراً عندما تحول عن العبادة الوثنية، فليس من المستبعد أن تارح فعل الشيء نفسه تخوفاً أو مصانعه لأهله وعشيرته، على أن إبراهيم وقد تمكنت الرؤية من نفسه ومشاعره تحمل كل شيء كما يتحمل المؤمن الحديث الإيمان بفرح كل ما يمكن أن يفعله الأشرار في نفسه،وقد أضاءت حياته بهذا النور اللامع الجديد،قد استطاع أن يؤثر في أبيه ويثير إعجابه إلى أبعد الحدودن ولعل أباه إعجاباً أو خوفاً على ابنه من الاضطهاد أبى أن يتركه وحده في رحلته، بل سار معه في ارض المجهول حتى جاءت القافلة إلى مدينة حاران. وهكذا ذهب تارح وإبراهيم ولوط في الطريق إلى الأرض الجديدة، والأب معجب كل الإعجاب بابنه العظيمن،الإعجاب في العادة يصلح أن يكون ابتداءً، لكنه لا يمكن أن يصمد في السير إلى النهاية، ما لم يكن مصحوباً بعوامل أخرى فعالة وعظيمة،وهو أشبه الكل بالزرع الساقط على الأرض الذي وصفه السيد المسيح بالقول،والمزروع على الأماكن المحجرة هو الذي يسمع الكلمة وحالاً يقبلها بفرح ولكن ليس له أصل في ذاته بل هو إلى حين فإذا حدث ضيق أو اضطهاد من أجل الكلمة فحالاً يعثر، ولعل الرؤيا التي أبصرها إبراهيم ولم يرها تارح هي التي صنعت الفرق العظيم بين القلبين أو التربتين، فكان الأصل العميق في قلب إبراهيم، والسطحية المحجرة في قلب تارح،وكان الفارق بين من قطع الطريق إلى آخر الشوط، ومن تخلف في منتصفه دون أن يتم الرحلة إلى أرض الموعد
نتجة لهذة المقارنة
ابراهيم
تارح
مدعو من الله
مدعوا من ابنة (ابرام)
عابد لله
عابد وثن والهه اخر
اطاع اللة
اطاع ابنه (ابرام)
وصل بالعائلة الى ارض الموعد
توقف بهم فى حاران
معنى اسمه (اب لجمهور كثير)
معنى اسة (الذى يأخر –معطل)
معطلات الاباء للابناء فى الطاعة لالله
لقد كان لتارح دوراً كبيراً فى تعطيل ابرام ودخوله ارض الموعد متاخراً فلا نعلم كم السنين توقفوا فى حاران فيوجد  كثيرين من الاباء مشجعين لاولادهم فى الايمان فالاب المؤمن يشجع ابنه على الخدمة والسير فى طاعة الله وخدمته ولكن يوجد ايضا الكثيرين من الاباء اللذين يقفوا اما ابناءهم فى السير فى خطة الله ويريدوا ان يوقفوا عمل اللة
ففى قصة تارح وابراهيم ينطبق قول شمشون من الاكل خرج اكلا ومن الجافى خرجت حلاوه فخرج من صلب تارح عابد الاوثان ابراهيم ابو المؤمنين.

تاملات فى حياة تارح
رحلة عائلة خرجت من ارضها الى ارض غريبة وكانت المساقة بين اور وكنعان اكثر من الالف وخمس مئة  ميل فالاب تارح قطع نصف المسافة تقريناً اكثر من  خمس مئة ميل بين حاران واور الكلدنين واصابه الملل والاعياء والتعب وتوقف فى حارن ورفض ان يتحرك اكثر من ذلك ومات فى حارن
"هذه مأساة الرجل القديم الذي خرج يبحث عن الله، أو بتعبير أصح، خرج مع ابنه الذي استجاب الدعوة السماوية وقطع شوطاً طويلاً في الطريق دون أن يتمم أو يبلغ نهايته،.. إنه يمثل الكثيرين من المسيحيين الذين أطلق عليهم مودي: "المسيحيين الحارانيين""1
فالذين يبداون الرحلة بالغيرة والحماس والقوة والنشاط ويقفوا فى منتصف الطريق بلا رؤيا ولا يكملون الرحلة  هؤلاء هم  ابناء تارح الذي سقط فى الطريق وليسوا هم ابناء ابراهيم الذى وصل الى نهاية الطريق الى كنعان .
قائد يعطل المسيرة
"فى سن الخامسة والسبعين  ارتحل ابرام وزوجته ساراى وابن اخية لوط تلبية لدعوة الله  الى ارض كنعان ،ولكنهم اتوا الى حاران، واقاموا هناك ، وقد كان تارح قائد القافلة، ومات تارح فى ارض حاران لم يكن لابرام اولاد ، ويبدو انة كان مرتبطا بعشيرته باقوى الروابط الطبيعية ، وكان عسيراً علية ان يقطع هذةالروابط ويترك اعز الناس اليه، ويذهب الى ارض لا يعرف عنها شيئاً "1المرجع المراعى الخضراءكتاب الايمان   العدد السنوى 2002 ص62

لمحات عن حياة تارح
1-      الاعجاب الوقتى

يقول الكتاب ظهر اله المجد لابونا ابراهيم وليس الى تارح  ولماذا خرج تارح من اور الكلدانيين ومن عبادته ويذهب وراء ابنه ابرام وهل كانت عائلة تارح راضية بخروج ابراهيم من عبادته عبادة القمر العبادة الوثنية ليعبد اله اخر واذا كانت التقاليد تقول ان نمرود اضهاد ابراهيم عندما تحول للعبادة الوثنية وهل ابراهيم اعجب والده ولاحظ التغيير فى حياته لعبادته للاله الحى الذى ظهر له او انه خاف على ابراهيم من اهله فخرج معه ؟

2-      التجربة الثانية الاعياء
فهو كان شيخ مشى مئات الاميال وترك الصحبة والاهل التى اعتاد عليها فقد تعب وتاذى نفسيا وجسديا ولم نراه متحمسا كما كان فى القديم وهذه صورة للمسحيين الذين يحولون الوصول الى كنعان السماوية وهم قطعوا مسافات كثيرة والهتاف يملى قلوبهم . فالرحلة طويلة وقاسية وتحتاج الى الصبر فالرب يهدى قلوبكم الى محبة الله وصبر المسيح . فالله لا يترك اولاده المومنين مثل ايليا عندما سار مسيرة يوم كان التعب الروحى والجسدى نصيبه ونام تحت الرتمةوطلب الموت وقال يارب كفى الان خذ نفسى لانى لست خير من ابائى .
فوجد الله ايليا اولا لا يحتاج الا الى النوم فانامه ثم اطعمه حتى تهدئ نفسه وتستريح قبل ان يتحدثاليه فى جبل الله .

3-      الاغراء :
الحنين الى الماضى القديم فحران قرب المدن الى اور الكلدانيين فالمدنتين كانتا مركز لنفس العبادة اى عبادة القمر ونفس الحضارة والثروة والتجارة والصناعة .
فلماذا اختار تارح حاران عن اى مدينة اخرىمجاورة ؟
ربما ليستعيد بذلك ما فاته من اور الكلدانيين او لعل كان سؤال ملحا بطوف بذهنهويطارده ليلا نهار .
الام يكن متعجلا فى الخروج من اور الكلدانيين او شك ى الرؤيا التى راها ابنه ابراهيم ان تكون بعض الخيالات فقط؟ او هى فعلا رؤى الله ساكن السماوات فلقد كان تارح متحيرا كثيرا ولقد وقع بين شقى الرحى بين التعب من جانب والاغراء من جانب اخر ؟

تارح وخطاياه
فاول خطيه وقع فيها تارح هى :-
البقاء فى مكان التجربة ،.. هل سمعت عن القديس الذي تاب عن الخمر، وصلحت حاله، وأصبح من أروع الأمثلة عن التعبد والشركة مع الله؟، لكنهم رأوه ذات يوم مخموراً ساقطاً في الطريق، وتعجبوا كيف يمكن للرجل الذي أصبح عيافاً أن يصل إلى هذه الحال،.. وتبينوا شيئاً عجيباً غريباً، أن الرجل وهو في سبيله إلى العبادة في الكنيسة تعود أن يربط حصانه على مقربة من الحانة القديمة التي كان يشرب فيها الخمر، فكان المكان القريب من الماضي الآثم مصيدته التعسة وهو لا يدري *1
فهل كان تارح بحاجة الى نصيحة الملاك مثل لوط  هى ان يهرب لحياتة  ! نعم كان يحتاجها اكثر من ابراه
الخطية الثانية :- خطية التاجيل
لا اعرف لماذا توانى تارح ولم يتحرك من حاران ؟ فهل اخذ تارح مكان سكن او اقتنى بيتاً ورفض السكن فى خيام ؟ انما اعلم شيئاً واحداً انة التاجيل فقد كاد لوط ان يضيع فى صصدوم بسب التاجيل لولا الملاكين الذين اخذوا بيده وامراتة وابنتيه لشفقة الرب علية ،وايضا قالها حنانيا لشاول ا لطرسوسى قم لماذا تتوانى فقد اجل تارح وتوانى كثيرا ولم يتحرك الى ان مات فى حاران

الخطية الثالثة :-
خطية الارتداد او العود الى الدين القديم
فلقد كان فيه الحنين الى الديانة القديمة ولذلك ذهب الى حاران لانها تعبد القمر وهى تعبد نفس عبادة اور لكى يكون بجانب عبادته القديمة التى رفضها ابراهيم ابنه فهلكان فترة حاران هى فترة انقسام بين الاب وابنه ؟ او قد يكون ابراهيم جاهد كثيراً ليقنع والده ببطلان عبادة القمر والشمس والنجوم كألهه معبودة وان يعبد الالهه الحى خالق السماء والارض  وقد نجد ان الموت هو الذى حسم هذة المعركة وذهب تارح بعيداً عن اله ابراهيم وموعيده ،فلقد كان تارح رمزاً للهزيمة والضياع وابراهيم رمزا للنصرة والايمان والشجاعه .

تارح وماساته :
اليس هو من اقدم الرجال الذى وصفه بطرس الرسول حين قال خير لهم لو لم يعرفوا طريق البر من انهم بعدما عرفوا يرتدوا عن الوصية المقدسة و قد اصابهم ما فى المثل كلب عاد الى قيئه وخنزيرة مغتسلة الى مرغاة الحماة .فقد اضاع تارح تعب 500 ميل رغم سنه دون جدوى اى انه لم ينتظر مع عائلته ويتمتع بصحبتهم وعن الليالى الساهرة التى لميجدها فى ارض غريبة ولا هو الذى صار مع ابنه الى ارض الموعد ؟
فقد كان من اقدم الرجال من عرجوا بين الفرقتين فقد قدم تارح اقدم الامثلةالتىتحكى ماساة الاتداد الدينى المحزن عن شخص الله.
فلقد كان تارح ماساة كبيرة لنفسه وماساة قاسية لابنه الذى كان ينتظر ان ياخذه معه الى كنعان السماوية فقد تعثر فى حاران وتركه ابنه بدموع وبكاء عليه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكنيسة الرسولية هي أحد الكنائس غير التقليدية وهي كنيسة إنجيلية تبشيرية كاريزماتية.