بحث" فى بيتنا مراهق " الاخ / أشرف ميلاد

المقدمة:   
     تعد مرحلة  المراهقة من أخطر المراحل التي يمر بها الإنسان ضمن أطواره المختلفة
التي تتسم بالتجدد المستمر، والترقي في معارج الصعود نحو الكمال الإنساني الرشيد، ومكمن الخطر في هذه المرحلة التي تنتقل بالإنسان من الطفولة إلى الرشد، هي التغيرات في مظاهر النمو المختلفة (الجسمية والفسيولوجية والعقلية والاجتماعية والانفعالية والدينية والخلقية)، فعلى المراهق القيام بالاختيارات واتخاذ القرارات الحيوية التي تحدد مستقبل حياته، ومن هذه الاختيارات والقرارات ما يتعلق بالتعليم مستواه ونوعه ، ومنها ما يتعلق بالمهنة   نوعها والإعداد لها والدخول فيها والتوافق معها ، ومنها ما يتعلق بالزواج (الزواج أو الإضراب عن الزواج ، مواصفات شريك الحياة
 ولما يتعرض الإنسان فيها إلى صراعات متعددة، داخلية وخارجية وعليه أن يتعلم الكثير والكثير ليصبح راشداً ناضجاً.

                       مفهوم المراهقة
           ترجع كلمة "المراهقة" إلى الفعل العربي "راهق" الذي يعني الاقتراب من الشيء، فراهق الغلام فهو مراهق، أي: قارب الاحتلام، ورهقت الشيء رهقاً، أي: قربت منه. والمعنى هنا يشير إلى الاقتراب من النضج والرشد.
أما المراهقة في علم النفس

 فتعني: "الاقتراب من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي"، ولكنه ليس النضج نفسه؛ لأن الفرد في هذه المرحلة يبدأ بالنضج العقلي والجسمي والنفسي والاجتماعي، ولكنه لا يصل إلى اكتمال النضج إلا بعد سنوات عديدة قد تصل إلى 10 سنوات.
                            فرق بين المراهقة والبلوغ
             وهناك فرق بين المراهقة والبلوغ، فالبلوغ يعني "بلوغ المراهق القدرة على الإنسال، أي: اكتمال الوظائف الجنسية عنده، وذلك بنمو الغدد الجنسية، وقدرتها على أداء وظيفتها"، أما المراهقة فتشير إلى "التدرج نحو النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي". وعلى ذلك فالبلوغ ما هو إلا جانب واحد من جوانب المراهقة، كما أنه من الناحية الزمنية يسبقها، فهو أول دلائل دخول الطفل مرحلة المراهقة.
ويشير ذلك إلى حقيقة مهمة، وهي أن النمو لا ينتقل من مرحلة إلى أخرى فجأة، ولكنه تدريجي ومستمر ومتصل، فالمراهق لا يترك عالم الطفولة ويصبح مراهقاً بين عشية وضحاها، ولكنه ينتقل انتقالاً تدريجياً، ويتخذ هذا الانتقال شكل نمو وتغير في جسمه وعقله ووجدانه.
 ووصول الفرد إلى النضج الجنسي لا يعني بالضرورة أنه قد وصل إلى النضج العقلي، وإنما عليه أن يتعلم الكثير والكثير ليصبح راشداً ناضجاً.
و اثبتت البحوث أن المراهقة أشكالا و صوراً متعددة تتباين و تختلف باختلاف الثقافات و الظروف و العادات و الأدوار الاجتماعية ، و كذلك يختلف المراهقون فى إطار المجتمع الواحد بين ريفه و حضره و فى الطبقات الاجتماعية المختلفة .
هذا ما ينقلنا إلى الحديث عن مرحلة المراهقة حيث قد يحدث فيها نوعان من ردود الفعل نحو الدين. الأولى هو أن بعض المراهقين تحدث لهم صدمة عنيفة نتيجة التغيرات الفيزيولوجية التي تطرأ على أجسامهم. " لان فى فترة المراهقة قد يكون الفردمتذبذباً الى ان يقبل الجنس الذى ولد علية ويستقر فيه ويقتنع به نهائياً ، مالم تكن هناك ظروف تربوية معينة تعرض لها وهو طفل "1 وايضاً فى فترة المراهقة قد تسبب لهم الشعور بالخوف والرعب والنقص. وقد تؤدي وهم يبحثون عن الطمأنينة والأمن إلى نوع من الإلحاد أو العكس الإفراط الشديد في التديّن فيزداد معها ميل المراهق الزائد إلى العبادة والصلاة شعوراً منه بأن أي خطأ صغير يقترفه في حياته سوف ينال عليه العقاب من السماء. هذه حالة يجب معالجتها لا لأن المراهق يقوم بواجباته الدينية بل لشعوره بالخوف من العقاب.

ــــــــــــــــــــــــــــــ
عادل حليم . الرجوله والانوث ،  ص66

  أما ردة الفعل الثانية فهي أن بعض المراهقين يستغلون الشعور الداخلي لديهم بالاستقلال الشخصي عن الأبوين ليهاجموا فيها الدين. ويعبّروا عن ذلك برفضهم الذهاب إلى الكنيسة للصلاة أو النشاط الكنسي. هذا بالنسبة للمراهقين تعبير عن الاستقلالية في الحياة وأن الاعتماد على الأبوين هو نوع من الطفولة ولـّى عهده. ويريد المراهق بهذا أن ينتقل بسرعة من مرحلة الطفولة إلى النضج
المراهقة قديمًا وحديثًا
          فيما مضى كانت مرحلة المراهقة أقصر منها الآن، فلقد كانت الغالبية العظمى من  الأطفال يقضون فترة التعليم حتى سن الثانية عشرة، ثم يذهبون مباشرة إلى دنيا العمل ويتزوجون فى أي سن بعد السادسة عشرة عشرة، وكان معظمهم يستطيع أن يعول نفسه ويصبح مستقلا من الثامنة.
أما فى الوقت الحاضر فقد امتدت فترة التعليم بحيث أصبح معظم الأفراد يقضون وقتًا أطول فى التعليم، وطالت فترة العزوبة وتأخر سن الزواج إلى ما بعد سن كثير، وأصبح الفرد لا يستطيع أن يستقل عن أهله
و أثبت البحوث كذلك أن للمراهقة أشكالا وصورًا متعددة تختلف باختلاف الثقافات والظروف والعادات الاجتماعية والأدوار الاجتماعية التي يقوم بها المراهقون في مجتمعهم. وأكدت الدراسات العديدة أن المراهقين يختلفون فى إطار المجتمع ريفه وحضره وفى الطبقات الاجتماعية المختلفة .
و لنأخذ مثلا الفرق بين المراهق البدائي والمراهق المتحضر: فالمراهق البدائي يستطيع أن يشارك بمجرد بلوغه فى مجتمع الكبار الراشدين البالغين، وأن يكون مسئولا، خاصة وأن المهن والحِرَف فى مجتمعه البدائي من النوع البسيط الذي لا يحتاج إلى تعليم أو تخصص بالمعنى الذي نفهمه، ويستطيع أن يستقل. كذلك فإنه يستطيع أن يتزوج فى سن مبكرة لقلة نفقات الزواج في هذه المجتمعات، وبذلك يستطيع أن يشبع الدافع الجنسي بشكل طبيعي وبلا تأجيل.
أما المراهق المتحضر فإن مشاركته فى مجتمع الراشدين البالغين تتأجل حتى يتم تعليمه وحتى يتعلم مهنته ويتقن تخصصه، كذلك فإن سن الزواج يتأخر. وهكذا فان المراهق المتحضر لا يدخل دنيا الكبار بالسهولة التى يجدها المراهق البدائي
                          مظاهر المراهقة
           ومن أهم المظاهر  التي يمر بها المراهقون هو الإعجاب فتتدّفق مشاعرهم وتتوجه نحو آخر. ويحتار المراهق كما ويحتار معه والديه. لا يمكننا إنكار أن مشاعر المراهق في هذه المرحلة هي مشاعر صادقة، ولكنها في نفس الوقت مبالغ بها وليس هذا هو الوقت المناسب لها، كما أن مشاعر الإعجاب هذه مختلطة عندهم مع الحب. وهذا بالطبع ينطبق على الولد والبنت على حد سواء. قد تختلف بالنسبة للبنت لأنها تتعامل بأمانة كبيرة في هذه العلاقة ويتحول إعجابها بسرعة إلى حب، أما الشاب فقد يأخذه ذلك المزيد من الوقت. تُغيّر هذه المشاعر من سلوك المراهق فقد تزداد مكالماته الهاتفية وقد تنخفض معها علاماته المدرسية، وقد يبدأ بالسرحان ولا بد أنه يستمتع بالاحتفاظ بأسراره الخاصة. ومن الممكن أن يلجأ للكذب في بعض الأحيان. إن كل ما يمر به المراهق من مشاعر تعتبر أمراً طبيعياً في هذه المرحلة وبالطبع فإن حدّة هذه المشاعر ودرجة الإعجاب يختلف بحسب شخصية المراهق وظروفه. هذا ما يحتاج الأهل أن يدركوه، أن هذه هي مرحلة طبيعية لا بد من اجتيازها ولا بد لهم أن يضعوا شعورهم بالمفاجأة وصورة طفلهم الصغير المدلل بعيداً عن أذهانهم كي يتمكنوا من مساعدة أولادهم في تخطي هذه المرحلة بنجاح. فالشدة والحزم الزائد لا يفيد بل هم بحاجة إلى العلاقة التي تم بناؤها على مدار السنين ومعرفة الأهل لشخصيات أولادهم، فما يزرعوه الأهل خلال السنين لا بد أن ينالوا منه حصاداً جيداً.             فإن كنت تتعاملون مع مراهق أو مراهقة، أو إن كان لديكم أولاداً في مثل هذه السن، فاسعوا أولاً إلى معرفة أولادكم وفهمهم وإيجاد لغة تتواصلون فيها معهم، وأطلقوا نفوسكم من الفكر الذي عندكم عن اولادكم أنهم أطفال. واعلموا أنهم يكبرون وقد يخطئون، وهم بحاجة لكم فقدّموا النصيحة بلغة المحبة وافتحوا قلوبكم وحدثوهم عن نفوسكم وتجاربكم الخاصة ودعوا الحرج جانباً. فالمراهق سوف يشارك أهله إن شعر أنهم متوفرون وموجودون وأن هناك ما يربطه بهم، ولكنهم في نفس الوقت يرغبون بنوع من الخصوصية ولا يشاركون بسهولة ما في أعماقهم. ما نحتاجه هو إدرك التوازن ونحن نتعامل معهم. وتذكر أنهم بحاجة إلى من يستمع إليهم، فهذا ما لا بد من أن نبدأ به وهو الاستماع قبل القفز لإسداء النصائح وتقديم الآراء. واحذر من أن تشارك ما قالوه لك من أسرار، والتي قد لا تعتبرها أنت بنفسك أسراراً خطيرة.  فالأهل الذي يراقبون أولادهم سيدركون أن هناك تغيير ما، فقد يكون المراهق قد وقع في الحب كما يقول هو عن نفسه. فعلى الأهل المراقبة والتواصل مع أولادهم، وبنفس الوقت لا بد من تدّخلهم بالسلطة التي لهم وفي الوقت المناسب لأن هذا بالطبع هو دور الأهل في حماية أبنائهم
. "ان المراهقين الذين يملونا الى ان يكونوا اكثر تاثرا بهذة المشكلة يتروحونا ما بين المراهقين الاصحاء حسب الظاهر ، وبين اولئك الذين صنفهم الاباء والرعاه والمعلمون لسنوات طويلة تحت فئة المعرضين الى الخطر بنسبة عالية "1
 يمكننا أن نقول أن المراهق قد يمر بسبب طبيعة المرحلة التي هو فيها بالإعجاب. ومن المهم عندها تحديد الإطار المسموح به للتعبير عن ذلك آخذين بعين الاعتبار قيم العائلة والثقافة المحيطة وما يقوله الكتاب المقدس. ومن المهم بالطبع أن نكون حذرين من الصورة التي تقدّمها وسائل الإعلام. ووسط كل ما يجري ما علينا إلا أن نستمع لصرخة المراهقين وهم يقولون "افهمونا". وسواء أكنت أب أو أم تذكر أن لكل منكما دور في حياة ابنه أو ابنته المراهقة بأن يسمع له ويعمل إلى جانبه.




ـــــــــــــــــــــــــــ
جوش ماكدول وبوب هوستتلر . دليل تقديم المشورة الى الشبيبة،تعريب عصام خولى وسمير الشوملى،    ص176

أشكال المراهقة
           وتأخذ المراهقة في المجتمعات المتمدنة أشكالاً مختلفة حسب الوسط الذي يعيشه
1- المراهقةالسوية: المتكيفة الخالية من المشكلات.
2- المراهقة الانسحابية: حيث ينسحبالمراهق من مجتمع الأسرة ومن مجتمع الأقران ويفضل الانعزال الانفراد بنفسه، حيثيتأمل ذاته ومشكلاته.
3- المراهقة العدوانية: المتمردة حيث يتسم سلوكالمراهق فيها بالعدوان على نفسه وعلى أفراد الأسرة والمدرسة.
4- المراهقةالمنحرفة: حيث ينغمس المراهق في ألوان من السلوك المنحرف كالمخدرات والسرقةوالانحلال الخلقي.
وهناك تقسيمات اخرى:­-
            هذا وتقسم المراهقة إلي ثلاثة أقسام: مبكرة (تقابلالمرحلة الإعدادية تقريبا) ووسطى (المرحلة الثانوية تقريبا) ومتأخرة (ما بعدالثانوية إلى عمر 21تقريبا)..ولكل قسم مظاهره الخاصة في النمو.
ومن الباحثين من جعلها قسمين فالمبكرة من بداية البلوغ حتى الثامنة عشرة تقريباً، أماالمراهقة المتأخرة فمن الثامنة عشرة إلى عمر الثانية والعشرين تقريباً.
ومنها فإن لهذه المرحلة أهميتها الكبيرة والخاصة في تكوين شخصية الإنسان؛ ولذا وجبفهم خصائصها ومتطلباتها ومشكلاتها المتشابكة لنحسن التعامل مع المراهقين بشكل تربويذي أثر إيجابي في النمو.
   أساليب اكتشاف وصول سن المراهقة :
          وسائل الكشف عن البلوغ يمكن تصنيفها كالتالي :
  المظاهر الطبيعــية ،المظاهر الثــــانوية ،الأساليب الفيزيائية ، الأساليب الكيميائيـة
1. المظاهر الطبيعية :
 بلوغ سن الخامسة عشرة أو الثامنة عشرة حدوث الاحتلام للذكــور
 حصول  الحيض للإناث  .
 2. المظاهر الثانوية :
 خشونة الصوت للذكور ونعومته للإناث . ظهور الشعر في بعض أجزاء الجــســـم تحول الشعر الخفيف الناعم  إلى خــشن توزع الدهون في بعض مناطق الجسم .صدر للأنثى  ، وعرض المنكبين للرجل
3. الأساليب الفيزيائية :
يتم ذلك من خلال أخذ أشعة سينية (أشعة×) عظام الكفين والركبتين ، حيث تختلف الصور الشعاعية  للأطفال عن المراهقين ، وعلى ضوء النتائج هذه يتحدد البلوغ من عدمه .
4. الأساليب الكيميائية :
ويتم عن طريق التحليل المختبري لعينة من البول عقب الاستيقاظ مباشرة وبوجود الأشياء التالية يتأكد البلوغ :
  وجود حيوانات منوية لدى الذكور.  وجود مادة الكرياتين حيث توجد في بول الذكور قبل البلوغ وتختفي بعده  وجود هرمون  الأندروجين لدى الذكور، حيث لا يوجد قبل البلوغ وجود  هرمون الأستروجين لدى الإناث ، حيث يوجد قبل البلوغ ولكنه يزداد بعده
                       مراحل المراهقة

             والمدة الزمنية التي تسمى "مراهقة" تختلف من مجتمع إلى آخر، ففي بعض المجتمعات تكون قصيرة، وفي بعضها الآخر تكون طويلة، ولذلك فقد قسمها العلماء إلى ثلاث مراحل، هي:
1- مرحلة المراهقة الأولى (11-14 عاما)، وتتميز بتغيرات بيولوجية سريعة.
2- مرحلة المراهقة الوسطي (14-18 عاما)، وهي مرحلة اكتمال التغيرات البيولوجية.
3- مرحلة المراهقة المتأخرة (18-21)، حيث يصبح الشاب أو الفتاة إنساناً راشداً بالمظهر والتصرفات.
ويتضح من هذا التقسيم أن مرحلة المراهقة تمتد لتشمل أكثر من عشرة أعوام من عمر الفرد علامات بداية مرحلة المراهقة وأبرز خصائصها وصورها الجسدية والنفسية
علامات أو تحولات بيولوجية على المراهق
            بوجه عام تطرأ ثلاث علامات أو تحولات بيولوجية على المراهق، إشارة لبداية هذه المرحلة عنده، وهي:
1 - النمو الجسدي: حيث تظهر قفزة سريعة في النمو، طولاً ووزناً، تختلف بين الذكور والإناث، فتبدو الفتاة أطول وأثقل من الشاب خلال مرحلة المراهقة الأولى، وعند الذكور يتسع الكتفان بالنسبة إلى الوركين، وعند الإناث يتسع الوركان بالنسبة للكتفين والخصر، وعند الذكور تكون الساقان طويلتين بالنسبة لبقية الجسد، وتنمو العضلات.
2- النضوج الجنسي: يتحدد النضوج الجنسي عند الإناث بظهور الدورة الشهرية، ولكنه لا يعني بالضرورة ظهور الخصائص الجنسية الثانوية (مثل: نمو الثديين وظهور الشعر تحت الإبطين وعلى الأعضاء التناسلية)، أما عند الذكور، فالعلامة الأولى للنضوج الجنسي هي زيادة حجم الخصيتين، وظهور الشعر حول الأعضاء التناسلية لاحقاً، مع زيادة في حجم العضو التناسلي، وفي حين تظهر الدورة الشهرية عند الإناث في حدود العام الثالث عشر، يحصل القذف المنوي الأول عند الذكور في العام الخامس عشر تقريباً.
3- التغير النفسي: إن للتحولات الهرمونية والتغيرات الجسدية في مرحلة المراهقة تأثيراً قوياً على الصورة الذاتية والمزاج والعلاقات الاجتماعية، فظهور الدورة الشهرية عند الإناث، يمكن أن يكون لها ردة فعل معقدة، تكون عبارة عن مزيج من الشعور بالمفاجأة والخوف والانزعاج، بل والابتهاج أحياناً، وذات الأمر قد يحدث عند الذكور عند حدوث القذف المنوي الأول أي مزيج من المشاعر السلبية والإيجايبة. ولكن المهم هنا، أن أكثرية الذكور يكون لديهم علم بالأمر قبل حدوثه، في حين أن معظم الإناث يتكلن على أمهاتهن للحصول على المعلومات أو يبحثن عنها في المصادر والمراجع المتوافرة.
                              احتياجات المراهق
                     فإن المراهق يمر بعدد من التغيرات الجسمية والنفسية والعقلية، وهذا أمر طبيعي تقتضيه طبيعة النمو الجسمي والنفسي. والمهم هنا هو أن ننتبه إلى أن حدوث هذه التغيرات بأبعادها الثلاثة التي ذكرناها، يؤدي إلى ظهور مجموعة من الحاجات النفسية إلى جانب الحاجات الجسمية
وهذه الاحتياجات بطبيعة الحال ليست احتياجات جديدة أو أنها وليدة هذه المرحلة، إلا أنها تمتاز بالحساسية وتحتل موقعا متقدما من الأهمية مقارنة بمرحلة ما قبل المراهقة لما يصاحب هذه المرحلة من نضج فكري وعقلي ونفسي. وأبرز هذه الاحتياجات:
1
- الحاجة إلى التقدير
2
- الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه
3
- الحاجة إلى العمل
4
-  الحاجة إلى الاستقلالية
5
- الحاجة إلى الاستيعاب الاجتماعي
6
- الحاجة إلى الشعور بالأمن والاستقرار والطمأنينة
أولا: الحاجة إلى التقدير:-
يحتاج المراهق بصورة ماسة لأن يحصل على كم وافر من التقدير الاجتماعي والمكانة التي تتناسب وقواه وإمكاناته سواء في بيئته الأسرية أو التعليمية أو المحيط الاجتماعي العام. فالمراهق يكاد لا يتوقف عن عملية البحث المستمر عن ذاته، ولهذا نجد بعض المراهقين يبذلون ما هو أكبر من طاقاتهم أحيانا فقط من أجل الظهور في المحيط الاجتماعي. ثانيا: الحاجة إلى الإرشاد والتوجيه: -
            إن المراهق كما سبقت الإشارة يحمل فكرا نشطا وحماسا وحيوية زائدة للحد الذي يمكنه من اتخاذ القرارات التي ربما تكون قرارات خطيرة أو مصيرية، إلا أنه في المقابل يعاني من نقص شديد في الخبرات والتجارب، الأمر الذي يقف حائلا دون إصابة الهدف فيؤدي إلى بالتالي إلى الفشل أو الانهزام. ولما كان المراهق أسرع الناس إلى الكآبة واليأس فإن خوض تجربة صعبة واحتمال الفشل فيها يحتمان إيجاد المرشد أو الموجه الذي يمد هذا المراهق بخبراته ومعارفه فيكون بمثابة العين الثالثة للمراهق في رؤيته للأمور والمعطيات المتوفرة لديه من جهة، ولكي يعمل على تهيئته لتقبل الفشل ومحاولة الاستفادة من الأخطاء والتجارب الفاشلة بدلا من الخلود إلى حالة اليأس والكآبة التي إنما هي انتحار بطيء للمراهق. ثالثا: الحاجة إلى العمل: -
                 يمثل العمل الحقل الأول الذي يثبت فيه المراهق قدرته على تحمل المسؤولية وإدارة أموره بالصورة السليمة، وهو المكان الذي يحقق المراهق ذاته من خلاله. و نلاحظ كيف أن حالات البطالة تؤثر أكثر ما تؤثر على هذه الفئة فيكونون عرضة للانحرافات الأخلاقية والابتعاد عن الخط القويم أو الانخراط في العنف السياسي والوقوف في وجه السلاح دون أدنى خوف أو وجل، حيث أن إحساسهم بالفشل الذريع ليس في إثبات الذات فحسب بل وحتى في إظهار هذا الذات للمجتمع، يكون دافعا قويا نحو هذه الميول. وهنا تقع على عاتق المجتمع والدولة على حد سواء مسؤولية توفير العمل الذي يتناسب وإمكانات المراهق العلمية والجسدية والفكرية والعقلية والنفسية كي ما تستغل أفضل استغلال من جهة ولكي تضمن ابتعاد المراهق عن عوامل الانحراف والفساد الأخلاقي. رابعا: الحاجة إلى الاستقلالية-:
          كما أشرنا من قبل، فإن المراهق يتمتع بثقة عالية في قدرته على اتخاذ القرارات لا سيما المصيرية منها، لكنه تنقصه الخبرة التي تضمن سلامة هذه القرارات، لذا ينبغي علينا كراشدين محيطين بهذا المراهق أن نعينه على اتخاذ القرار بنقلنا لما نحمل من خبرات ومعارف إليه.. إلا أن ما ينبغي الالتفات إليه هنا هو أن لا يتم نقل هذه الخبرات والتجارب في حالة من الفرض والسيطرة والوصاية، ذلك أن هذا الأمر  وهو فرض السيطرة والوصاية من شأنه أن يجعل من شخصية المراهق شخصية مريضة ومتذبذبة غير قادرة على اتخاذ القرارات أو تحمل المسؤولية وبالتالي يكون هذا الشاب فردا غير فاعل أو منتج في المجتمع الذي يعيش فيه. كما إنه سيكون عاجزا عن الاستفادة من التجارب التي يخوضها لجهله بجوانب القرار وخفاياه، ولإحساسه بأنه ينفذ الأوامر بدلا من تحليه بروح التحدي من أجل إثبات الذات. خامسا: الحاجة إلى الاستيعاب الاجتماعي: -
                 لقد كررنا القول بأن المراهق عبارة عن شعلة من النشاط والحيوية والوهج الفكري وروح المثابرة، وهذا في حد ذاته أمر جيد، إلى أن ما يجب التنبه إليه هو أن هذه الأمور أو الصفات هي أمور قابلة للتلاشي والاضمحلال إذا لم تجد قدرا من كاف من الاستيعاب الاجتماعي. ونقصد بالاستيعاب الاجتماعي هنا، تسخير هذا النشاط بالكيفية الصحيحة المتلائمة مع الإمكانيات الذاتية الكامنة لدى المراهق بما يتناسب والحاجة الاجتماعية في الوسط أو المحيط الاجتماعي الذي يعيش فيه وينتمي إليه. إن عدم الاكتراث بهذه الحالة الطبيعية لدى المراهق يعمل على جرفه إلى الانطواء وابتعاده عن حالة البذل والعطاء إلى حالة التقوقع والانزواء على النفس وربما الانحراف، أو في أحسن الآحوال العيش كأي آلة تعمل ما هو مطلوب منها فقط دون أن تحرك فكرا إبداعيا يعمل على التطوير والتحسين. سادسا: الحاجة إلى الشعور بالأمن والاستقرار: -
                وهو ضرورة من ضرورات الإنتاج الفكري لأي فرد من أفراد المجتمع وفي أي مرحلة عمرية. فإحساس الفرد بالأمان يدفعه دوما لأن يعمل على تحسين وضعه الاجتماعي والاقتصادي والسير في طريق كسب المكانة المرموقة في المجتمع في حين يعمل شعوره بالخوف على تحطيمه الكلي. والمقصود بالأمن هنا هو حالة الطمأنينة والسكينة والاستقرار بكافة أشكالها وهيئاتها النفسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية وغيرها.
أبرز المشكلات والتحديات السلوكية في حياة المراهق
1- الصراع الداخلي: حيث يعاني المراهق من جود عدة صراعات داخلية، ومنها: صراع بين الاستقلال عن الأسرة والاعتماد عليها، وصراع بين مخلفات الطفولة ومتطلبات الرجولة والأنوثة، وصراع بين طموحات المراهق الزائدة وبين تقصيره الواضح في التزاماته، وصراع بين غرائزه الداخلية وبين التقاليد الاجتماعية، والصراع الديني بين ما تعلمه من شعائر ومبادئ ومسلمات وهو صغير وبين تفكيره الناقد الجديد وفلسفته الخاصة للحياة، وصراعه الثقافي بين جيله الذي يعيش فيه بما له من آراء وأفكار والجيل السابق.
2- الاغتراب والتمرد: فالمراهق يشكو من أن والديه لا يفهمانه، ولذلك يحاول الانسلاخ عن مواقف وثوابت ورغبات الوالدين كوسيلة لتأكيد وإثبات تفرده وتمايزه، وهذا يستلزم معارضة سلطة الأهل؛ لأنه يعد أي سلطة فوقية أو أي توجيه إنما هو استخفاف لا يطاق بقدراته العقلية التي أصبحت موازية جوهرياً لقدرات الراشد، واستهانة بالروح النقدية المتيقظة لديه، والتي تدفعه إلى تمحيص الأمور كافة، وفقا لمقاييس المنطق، وبالتالي تظهر لديه سلوكيات التمرد والمكابرة والعناد والتعصب والعدوانية.

3- الخجل والانطواء: فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعور المراهق بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فتزداد حدة الصراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي والانطواء والخجل.
4- السلوك المزعج: والذي يسببه رغبة المراهق في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، وبالتالي قد يصرخ، يشتم، يسرق، يركل الصغار ويتصارع مع الكبار، يتلف الممتلكات، يجادل في أمور تافهة، يتورط في المشاكل، يخرق حق الاستئذان، ولا يهتم بمشاعر غيره.
5- العصبية وحدة الطباع: فالمراهق يتصرف من خلال عصبيته وعناده، يريد أن يحقق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، ويكون متوتراً بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
و من الدراسات العلمية تشير إلى وجود علاقة قوية بين وظيفة الهرمونات الجنسية والتفاعل العاطفي عند المراهقين، بمعنى أن المستويات الهرمونية المرتفعة خلال هذه المرحلة تؤدي إلى تفاعلات مزاجية كبيرة على شكل
غضب وإثارة وحدة طبع عند الذكور، وغضب واكتئاب عند الإناث
طرق علاج المشاكل التي يمر بها المراهق:
        قد اتفق خبراء الاجتماع وعلماء النفس والتربية على أهمية إشراك المراهق في المناقشات العلمية المنظمة التي تتناول علاج مشكلاته، وتعويده على طرح مشكلاته، ومناقشتها مع الكبار في ثقة وصراحة، وكذا إحاطته علماً بالأمور الجنسية عن طريق التدريس العلمي الموضوعي، حتى لا يقع فريسة للجهل والضياع أو الإغراء.
كما أوصوا بأهمية " تشجيع النشاط الترويحي الموجه والقيام بالرحلات والاشتراك في مناشط الساحات الشعبية والأندية، كما يجب توجيههم نحو العمل بمعسكرات الكشافة، والمشاركة في مشروعات الخدمة العامة والعمل الصيفي.
كما أكدت الدراسات العلمية أن أكثر من 80% من مشكلات المراهقين في عالمنا العربي نتيجة مباشرة لمحاولة أولياء الأمور تسيير أولادهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، ومن ثم يحجم الأبناء، عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها أو حلها.
وقد أجمعت الاتجاهات الحديثة في دراسة طب النفس أن الأذن المصغية في تلك السن هي الحل لمشكلاتها، كما أن إيجاد التوازن بين الاعتماد على النفس والخروج من زي النصح والتوجيه بالأمر، إلى زي الصداقة والتواصي وتبادل الخواطر، و بناء جسر من الصداقة لنقل الخبرات بلغة الصديق والأخ لا بلغة ولي الأمر، هو السبيل الأمثال لتكوين علاقة حميمة بين الآباء وأبنائهم في سن المراهقة".
 حلول عملية:
ولمساعدة الأهل على حسن التعامل مع المراهق ومشاكله، نقدم فيما يلي نماذج لمشكلات يمكن أن تحدث مع حل عملي، سهل التطبيق، لكل منها.
المشكلة الأولى: وجود حالة من "الصدية" أو السباحة ضد تيار الأهل بين المراهق وأسرته، وشعور الأهل والمراهق بأن كل واحد منهما لا يفهم الآخر.
- الحل المقترح: إن السبب في حدوث هذه المشكلة يكمن في اختلاف مفاهيم الآباء عن مفاهيم الأبناء، واختلاف البيئة التي نشأ فيها الأهل وتكونت شخصيتهم خلالها وبيئة الأبناء، وهذا طبيعي لاختلاف الأجيال والأزمان، فالوالدان يحاولان تسيير أبنائهم بموجب آرائهم وعاداتهم وتقاليد مجتمعاتهم، وبالتالي يحجم الأبناء عن الحوار مع أهلهم؛ لأنهم يعتقدون أن الآباء إما أنهم لا يهمهم أن يعرفوا مشكلاتهم، أو أنهم لا يستطيعون فهمها، أو أنهم حتى إن فهموها ليسوا على استعداد لتعديل مواقفهم.
ومعالجة هذه المشكلة لا تكون إلا بإحلال الحوار الحقيقي بدل التنافر والصراع والاغتراب المتبادل، ولا بد من تفهم وجهة نظر الأبناء فعلاً لا شكلاً بحيث يشعر المراهق أنه مأخوذ على محمل الجد ومعترف به وبتفرده حتى لو لم يكن الأهل موافقين على كل آرائه ومواقفه وأن له حقاً مشروعاً في أن يصرح بهذه الآراء. الأهم من ذلك أن يجد المراهق لدى الأهل آذاناً صاغية وقلوباً متفتحة من الأعماق، لا مجرد مجاملة، كما ينبغي أن نفسح له المجال ليشق طريقه بنفسه حتى لو أخطأ، فالأخطاء طريق للتعلم وليختر الأهل الوقت المناسب لبدء الحوار مع المراهق، بحيث يكونا غير مشغولين، وأن يتحدثا جالسين جلسة صديقين متآلفين، يبتعدا فيها عن التكلف والتجمل، وليحذرا نبرة التوبيخ، والنهر، والتسفيه..
حاولا الابتعاد عن الأسئلة التي تكون إجاباتها "بنعم" أو "لا"، أو الأسئلة غيرالواضحة وغير المباشرة، وافسحا له مجالاً للتعبير عن نفسه، ولا تستخدما ألفاظاً قد تكون جارحة دون قصد، مثل: "كان هذا خطأ" أو "ألم أنبهك لهذا الأمر من قبل؟".
المشكلة الثانية: شعور المراهق بالخجل والانطواء، الأمر الذي يعيقه عن تحقيق تفاعله الاجتماعي، وتظهر عليه هاتين الصفتين من خلال احمرار الوجه عند التحدث، والتلعثم في الكلام وعدم الطلاقة، وجفاف الحلق.
- الحل المقترح: إن أسباب الخجل والانطواء عند المراهق متعددة، وأهمها: عجزه عن مواجهة مشكلات المرحلة، وأسلوب التنشئة الاجتماعية الذي ينشأ عليه، فالتدليل الزائد والقسوة الزائدة يؤديان إلى شعوره بالاعتماد على الآخرين في حل مشكلاته، لكن طبيعة المرحلة تتطلب منه أن يستقل عن الأسرة ويعتمد على نفسه، فيحدث صراع لديه، ويلجأ إلى الانسحاب من العالم الاجتماعي، والانطواء والخجل عند التحدث مع الآخرين.
ولعلاج هذه المشكلة ينصح بـ: توجيه المراهق بصورة دائمة وغير مباشرة، وإعطاء مساحة كبيرة للنقاش والحوار معه، والتسامح معه في بعض المواقف الاجتماعية، وتشجيعه على التحدث والحوار بطلاقة مع الآخرين، وتعزيز ثقته بنفسه.
المشكلة الثالثة: عصبية المراهق واندفاعه، وحدة طباعه، وعناده، ورغبته في تحقيق مطالبه بالقوة والعنف الزائد، وتوتره الدائم بشكل يسبب إزعاجاً كبيراً للمحيطين به.
- الحل المقترح: أن لعصبية المراهق أسباباً كثيرة، منها: أسباب مرتبطة بالتكوين الموروث في الشخصية، وفي هذه الحالة يكون أحد الوالدين عصبياً فعلاً، ومنها: أسباب بيئية، مثل: نشأة المراهق في جو تربوي مشحون بالعصبية والسلوك المشاكس الغضوب.
كما أن الحديث مع المراهقين بفظاظة وعدوانية، والتصرف معهم بعنف، يؤدي بهم إلى أن يتصرفوا ويتكلموا بالطريقة نفسها، بل قد يتمادوا للأشد منها تأثيراً، فالمراهقون يتعلمون العصبية في معظم الحالات من الوالدين أو المحيطين بهم، كما أن تشدد الأهل معهم بشكل مفرط، ومطالبتهم بما يفوق طاقاتهم وقدراتهم من التصرفات والسلوكيات، يجعلهم عاجزين عن الاستجابة لتلك الطلبات، والنتيجة إحساس هؤلاء المراهقين بأن عدواناً يمارس عليهم، يؤدي إلى توترهم وعصبيتهم، ويدفعهم ذلك إلى عدوانية السلوك الذي يعبرون عنه في صورته الأولية بالعصبية، فالتشدد المفرط هذا يحولهم إلى عصبيين، ومتمردين.
وهناك أسباب أخرى لعصبية المراهقين كضيق المنزل، وعدم توافر أماكن للهو، وممارسة أنشطة ذهنية أو جسدية، وإهمال حاجتهم الحقيقية للاسترخاء والراحة لبعض الوقت.
أن علاج عصبية المراهق يكون من خلال الأمان، والحب، والعدل، والاستقلالية، والحزم، فلا بد للمراهق من الشعور بالأمان في المنزل.. الأمان من مخاوف التفكك الأسري، والأمان من الفشل في الدراسة، والأمر الآخر هو الحب فكلما زاد الحب للأبناء زادت فرصة التفاهم معهم، فيجب ألا نركز في حديثنا معهم على التهديد والعقاب، والعدل في التعامل مع الأبناء ضروري؛ لأن السلوك التفاضلي نحوهم يوجد أرضاً خصبة للعصبية، فالعصبية ردة فعل لأمر آخر وليست المشكلة نفسها، والاستقلالية مهمة، فلا بد من تخفيف السلطة الأبوية عن الأبناء وإعطائهم الثقة بأنفسهم بدرجة أكبر مع المراقبة والمتابعة عن بعد، فالاستقلالية شعور محبب لدى الأبناء خصوصاً في هذه السن، ولابد من الحزم مع المراهق، فيجب ألا يترك لفعل ما يريد بالطريقة التي يريدها وفي الوقت الذي يريده ومع من يريد، وإنما يجب أن يعي أن مثل ما له من حقوق، فإن عليه واجبات يجب أن يؤديها، وأن مثل ما له من حرية فللآخرين حريات يجب أن يحترمها.
المشكلة الرابعة: ممارسة المراهق للسلوك المزعج، كعدم مراعاة الآداب العامة، والاعتداء على الناس، وتخريب الممتلكات والبيئة والطبيعة، وقد يكون الإزعاج لفظياً أو عملياً.
- الحل المقترح: من أهم أسباب السلوك المزعج عند المراهق: رغبته في تحقيق مقاصده الخاصة دون اعتبار للمصلحة العامة، والأفكار الخاطئة التي تصل لذهنه من أن المراهق هو الشخص القوي الشجاع، وهو الذي يصرع الآخرين ويأخذ حقوقه بيده لا بالحسنى، وأيضاً الإحباط والحرمان والقهر الذي يعيشه داخل الأسرة، وتقليد الآخرين والاقتداء بسلوكهم الفوضوي، والتعثر الدراسي، ومصاحبة أقران السوء.
أما مظاهر السلوك المزعج، فهي: نشاط حركي زائد يغلب عليه الاضطراب والسلوكيات المرتجلة، واشتداد نزعة الاستقلال والتطلع إلى القيادة، وتعبير المراهق عن نفسه وأحاسيسه ورغباته بطرق غير لائقة (الصراخ، الشتم، السرقة، القسوة، الجدل العقيم، التورط في المشاكل، والضجر السريع، والتأفف من الاحتكاك بالناس، وتبرير التصرفات بأسباب واهمية، والنفور من النصح، والتمادي فى العناد
أما مدخل العلاج فهو تبصير المراهق بعظمة المسؤوليات التي تقع على كاهله وكيفية الوفاء بالأمانات، وإشغاله بالخير والأعمال المثمرة البناءة، وتصويب المفاهيم الخاطئة في ذهنه، ونفي العلاقة المزعومة بين الاستقلالية والتعدي على الغير، وتشجيعه على مصاحبة الجيدين من الأصدقاء ممن لا يحبون أن يمدوا يد الإساءة للآخرين، وإرشاده لبعض الطرق لحل الأزمات ومواجهة عدوان الآخرين بحكمة، وتعزيز المبادرات الإيجابية إذا بادر إلى القيام بسلوك إيجابي يدل على احترامه للآخرين من خلال المدح والثناء، والابتعاد عن الألفاظ الاستفزازية والبرمجة السلبية وتجنب التوبيخ قدر المستطاع.
المشكلة الخامسة: تعرض المراهق إلى سلسلة من الصراعات النفسية والاجتماعية المتعلقة بصعوبة تحديد الهوية ومعرفة النفس يقوده نحو التمرد السلبي على الأسرة وقيم المجتمع، ويظهر ذلك في شعوره بضعف الانتماء الأسري، وعدم التقيد بتوجيهات الوالدين، والمعارضة والتصلب في المواقف، والتكبر، والغرور، وحب الظهور، وإلقاء اللوم على الآخرين، التلفظ بألفاظ نابية.
- الحل المقترح: إن غياب التوجيه السليم، والمتابعة اليقظة المتزنة، والقدوة الصحيحة يقود المراهق نحو التمرد، ومن أسباب التمرد أيضاً: عيش المراهق في حالة صراع بين الحنين إلى مرحلة الطفولة المليئة باللعب وبين التطلع إلى مرحلة الشباب التي تكثر فيها المسؤوليات، وكثرة القيود الاجتماعية التي تحد من حركته، وضعف الاهتمام الأسري بمواهبه وعدم توجيهها الوجهة الصحيحة، وتأنيب الوالدين له أمام إخوته أو أقربائه أو أصدقائه، ومتابعته للأفلام والبرامج التي تدعو إلى التمرد على القيم الدينية والاجتماعية والعنف.وقد يستغل ابليس هذة الاحتياجات ليربط المراهق فى دائرة مغلقة "قد يسعبد الشيطان احد المؤمنين بخطية محبوبة فتاخذ سلطان العادة كشهوه جسدية وتتحكم فيه، وتملأ حياته بالحزن والاحباط بسبب الفشل المتكرر فى الافلاط من قبضتها"1
ولذلك ان  علاج تمرد المراهق يكون بالوسائل التالية: السماح للمراهق بالتعبير عن أفكاره

ـــــــــــــــــــــــــ
سامى غبريال . النضوج ، ص130

الشخصية، وتوجيهه نحو البرامج الفعالة لتكريس وممارسة مفهوم التسامح والتعايش في محيط الأندية الرياضية والثقافية .
القواعد والتوجيهات لأولياء الأمور للتعامل مع الأولاد في مرحلة المراهقة
" ظلت الفجوة بين الاجيل والفارق الاجتماعى والعاطفى الذى يفصل الكبار عن ابنائهم قائمين على نحو او اخر فمن الطبيعى ان يسعى كل جيل ليكون لنفسه  هوية متفردة عن جيل ابائه "1 ولذلك يجب على الاباء مراعاة هذة القواعد لكى يتواصلوا مع ابنائهم خاصتاً في مرحلة المراهقة:-
اهتم بإعداده لمرحلة البلوغ، وضح له أنها من أجمل أوقات حياته.
   
أظهر الاهتمام والتقدير لما يقوله عند تحدثه إليك.
 
اهتم بمظهره، واترك له حرية الاختيار.
  استضف أصدقاءه وتعرف عليهم عن قرب، وأبد احتراماً شديداً لهم.
امدح أصدقاءه ذوي الصفات الحسنة مع مراعاة عدم ذم الآخرين. شجِّعه على تكوين أصدقاء جيدين، ولا تشعره بمراقبتك أو تفرض عليه أحدًا لا يريده.
احرص على لم شمل الأسرة باصطحابهم إلى الحدائق أو الملاهي أو الأماكن الممتعة.
احرص على تناول وجبات الطعام معهم.
ـــــــــــــــــــــــــ
جوش ماكدويل . حتى لا ينعزلوا ،تعريب امجد انور، ص 12

أظهر فخرك به أمام أعمامه وأخواله وأصدقائه؛ فهذا سيشعرهم بالخجل من أخطائهم.
اصطحبه في تجمعات الرجال وجلساتهم الخاصة بحل مشاكل الناس، ليعيش أجواء الرجولة ومسؤولياتها؛ فتسمو نفسه، وتطمح إلى تحمل المسؤوليات التي تجعله جديرًا بالانتماء إلى ذلك العالم.
شجِّعه على ممارسة رياضة يحبها، ولا تفرض عليه نوعًا معينًا من الرياضة.
اقترح عليه عدَّة هوايات، وشجِّعه على القراءة لتساعده في تحسين سلوكه.
كافئه على أعماله الحسنة.
تجاهل تصرفاته التي لا تعجبك.
تحاور معه كأب حنون وحادثه كصديق مقرب.
احرص على أن تكون النموذج الناجح للتعامل مع أمه.
قم بزيارته بنفسك في المدرسة، وقابل معلميه وأبرِز ما يقوله المعلمون عن إيجابياته.
اختيار الوقت المناسب لبدء الحوار مع الشاب.
محاولة الوصول إلى قلب المراهق قبل عقله.
الابتعاد عن الأسئلة التي إجاباتها نعم أولا، أو الأسئلة غير الواضحة وغير المباشرة.
العيش قليلاً داخل عالمهم لنفهمهم ونستوعب مشاكلهم ومعاناتهم ورغباتهم.



الخاتمة
و للمراهقة والمراهق نموه المتفجر في عقله وفكره وجسمه وإدراكه وانفعالاته، مما يمكن أن نلخصه بأنه نوع من النمو البركاني، حيث ينمو الجسم من الداخل فسيولوجياً وهرمونياً وكيماوياً وذهنياً وانفعالياً، ومن الخارج والداخل معاً عضوياً. يجب على الأهل استثمار هذه المرحلة إيجابياً، وذلك بتوظيف وتوجيه طاقات المراهق لصالحه شخصياً، ولصالح أهله، وبلده، والمجتمع ككل. وهذا لن يتأتى دون منح المراهق الدعم العاطفي، والحرية ضمن ضوابط الدين والمجتمع، والثقة، وتنمية تفكيره الإبداعي، وتشجيعه على القراءة والإطلاع، وممارسة الرياضة والهوايات المفيدة، وتدريبه على مواجهة التحديات وتحمل المسؤوليات، واستثمار وقت فراغه بما يعود عليه بالنفع.





المراجع

1-   غبريال، سامى .النضوج. دار يوسف كمال .القاهرة:2006
2-   حليم . عادل الرجوله والانوث . الاخوة المصريين  .القاهرة:1998
3-   هوستتلر .بوب . دليل تقديم المشورة الى الشبيبة،تعريب عصام خولى وسمير الشوملى .اوقير للطباعة .عمان: 2003
4-   ماكدويل .جوش . حتى لا ينعزلوا ،تعريب امجد انور.دار الياس .....القاهرة: 2005


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الكنيسة الرسولية هي أحد الكنائس غير التقليدية وهي كنيسة إنجيلية تبشيرية كاريزماتية.